كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

قَالَ يَصِيرَانِ غَبَرَةً عَلَى وُجُوهِ الْكُفَّارِ لَا عَلَى وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى وُجُوهٌ يَوْمئِذٍ عَلَيْهَا غبرة ترهقها قترة قَوْله مسفرة مشرقة وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَة أَيْضا قَوْله بأيدي سفرة قَالَ بن عَبَّاس كتبة أسفارا كتبا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله بأيدي سفرة قَالَ كَتَبَةٍ وَاحِدُهَا سَافِرٌ وَهِيَ كَقَوْلِهِ كَمَثَلِ الْحمار يحمل أسفارا قَالَ كُتُبًا وَقَدْ ذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ بِأَيْدِي سفرة قَالَ كَتَبَةٍ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ بأيدي سفرة أَيْ كَتَبَةٍ وَاحِدُهَا سَافِرٌ قَوْلُهُ تَلَهَّى تَشَاغَلُ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ قَوْلُهُ يُقَالُ وَاحِدُ الْأَسْفَارِ سِفْرٌ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى كَمَثَلِ الْحِمَارِ يحمل أسفارا الْأَسْفَارُ وَاحِدُهَا سِفْرٌ وَهِيَ الْكُتُبُ الْعِظَامُ قَوْلُهُ فَأَقْبَرَهُ يُقَالُ أَقْبَرْتُ الرَّجُلَ جَعَلْتُ لَهُ قَبْرًا وَقَبَرْتُهُ دَفَنْتُهُ قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ثمَّ أَمَاتَهُ فأقبره جَعَلَهُ مَقْبُورًا وَلَمْ يَقُلْ قَبَرَهُ لِأَنَّ الْقَابِرَ هُوَ الدَّافِنُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ فَأَقْبَرَهُ أَمَرَ بِأَنْ يُقْبَرَ جَعَلَ لَهُ قَبْرًا وَالَّذِي يَدْفِنُ بِيَدِهِ هُوَ الْقَابِرُ

[4937] قَوْلُهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ أَيِ ابْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْمَوْضِعِ وَآخَرَ مُعَلَّقٍ فِي الْمَنَاقِبِ قَوْلُهُ مَثَلُ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ صِفَتُهُ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى مثل الْجنَّة قَوْله وَهُوَ حَافظ لَهُ مَعَ السّفر الْكِرَام البررة قَالَ بن التِّينِ مَعْنَاهُ كَأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَةِ فِيمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الثَّوَابِ قُلْتُ أَرَادَ بِذَلِكَ تَصْحِيحَ التَّرْكِيبِ وَإِلَّا فَظَاهِرُهُ أَنَّهُ لَا رَبْطَ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ الَّذِي هُوَ مَثَلُ وَالْخَبَرِ الَّذِي هُوَ مَعَ السَّفَرَةِ فَكَأَنَّهُ قَالَ الْمَثَلُ بِمَعْنَى الشَّبِيهِ فَيَصِيرُ كَأَنَّهُ قَالَ شَبِيهُ الَّذِي يَحْفَظُ كَائِنٌ مَعَ السَّفَرَةِ فَكَيْفَ بِهِ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ كَأَنَّهُ قَالَ صِفَتُهُ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ كَأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَةِ وَصِفَتُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ أَنْ يَسْتَحِقَّ أَجْرَيْنِ قَوْلُهُ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيد فَلهُ أَجْرَانِ قَالَ بن التِّينِ اخْتُلِفَ هَلْ لَهُ ضِعْفُ أَجْرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ حَافِظًا أَوْ يُضَاعَفُ لَهُ أَجْرُهُ وَأَجْرُ الْأَوَّلِ أَعْظَمُ قَالَ وَهَذَا أَظْهَرُ وَلِمَنْ رَجَّحَ الْأَوَّلَ أَنْ يَقُولَ الْأَجْرُ عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّة

(قَوْلُهُ سُورَةُ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا سُورَةُ التَّكْوِيرِ قَوْلُهُ سُجِّرَتْ يَذْهَبُ مَاؤُهَا فَلَا يَبْقَى قَطْرَةٌ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِير سُورَة الطّور وَأخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْمَسْجُورُ الْمَمْلُوءُ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الطُّورِ أَيْضًا قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ سُجِّرَتْ أَفْضَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا هُوَ مَعْنَى قَول السّديّ أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِهِ بِلَفْظِ وَإِذَا الْبِحَارُ سجرت أَيْ فُتِحَتْ وَسُيِّرَتْ قَوْلُهُ انْكَدَرَتْ انْتَثَرَتْ قَالَ الْفراء

الصفحة 693