كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

ظَلْمَاؤُهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ مَعْنَاهُ وَلَّى لِقَوْلِهِ بعد ذَلِك وَالصُّبْح إِذا تنفس وَرَوَى أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ بِسَنَدٍ لَهُ عَنْ عُمَرَ قَالَ إِنَّ شَهْرَنَا قَدْ عَسْعَسَ أَيْ أَدْبَرَ وَتَمَسَّكَ مَنْ فَسَّرَهُ بِأَقْبَلَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَالصُّبْح إِذا تنفس قَالَ الْخَلِيلُ أَقْسَمَ بِإِقْبَالِ اللَّيْلِ وَإِدْبَارِهِ تَنْبِيهٌ لَمْ يُورِدْ فِيهَا حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَفِيهَا حَدِيثٌ جَيِّدٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ من حَدِيث بن عُمَرَ رَفَعَهُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيَ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْس كورت وَإِذا السَّمَاء انفطرت لفظ أَحْمد قَوْلُهُ سُورَةُ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا سُورَةُ الِانْفِطَارِ قَوْلُهُ انْفِطَارُهَا انْشِقَاقُهَا ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَهُوَ قَول الْفراء قَوْله وَيذكر عَن بن عَبَّاسٍ بُعْثِرَتْ يَخْرُجُ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمَوْتَى ثَبَتَ هَذَا أَيْضًا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَهُوَ قَوْلُ الْفراء أَيْضا وَقد أخرج بن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ بُعْثِرَتْ أَيْ بُحِثَتْ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ انْتَثَرَتْ بَعْثَرْتُ حَوْضِيَ جَعَلْتُ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ أَيْضًا وَحْدَهُ وَتَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ قَوْلُهُ وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فُجِّرَتْ فَاضَتْ قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ وَأَبُو نعيم قَالَا حَدثنَا سُفْيَان هُوَ بن سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ بِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا الثَّوْرِيُّ مِثْلَهُ وَأَتَمَّ مِنْهُ وَالْمَنْقُولُ عَنِ الرَّبِيعِ فُجِرَتْ بِتَخْفِيفِ الْجِيمِ وَهُوَ اللَّائِقُ بِتَفْسِيرِهِ الْمَذْكُورِ قَوْلُهُ وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ فَعَدَلَكَ بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَهُ أَهْلُ الْحِجَازِ بِالتَّشْدِيدِ قُلْتُ قَرَأَ أَيْضًا بِالتَّخْفِيفِ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَسَائِرُ الْكُوفِيِّينَ وَقَرَأَ أَيْضًا بِالتَّثْقِيلِ مَنْ عَدَاهُمْ من قِرَاءَة الْأَمْصَارِ قَوْلُهُ وَأَرَادَ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَ إِمَّا حَسَنٌ وَإِمَّا قَبِيحٌ أَوْ طَوِيلٌ أَوْ قَصِيرٌ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ بِلَفْظِهِ إِلَى قَوْلِهِ بِالتَّشْدِيدِ ثُمَّ قَالَ فَمَنْ قَرَأَ بِالتَّخْفِيفِ فَهُوَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ يَصْرِفُكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَ إِمَّا حَسَنٌ إِلَخْ وَمَنْ شَدَّدَ فَإِنَّهُ أَرَادَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ جَعَلَكَ مُعْتَدِلًا مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ قَالَ وَهُوَ أَجْوَدُ الْقِرَاءَتَيْنِ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَأَحَبُّهُمَا إِلَيَّ وَحَاصِلُ الْقِرَاءَتَيْنِ أَنَّ الَّتِي بِالتَّثْقِيلِ مِنَ التَّعْدِيلِ وَالْمُرَادُ التَّنَاسُبُ وَبِالتَّخْفِيفِ مِنَ الْعَدْلِ وَهُوَ الصَّرْفُ إِلَى أَيْ صِفَةٍ أَرَادَ تَنْبِيهٌ لَمْ يُورِدْ فِيهَا حَدِيثًا مَرْفُوعا وَيدخل فِيهَا حَدِيث بن عمر المنبه عَلَيْهِ فِي الَّتِي قبلهَا

(قَوْلُهُ سُورَةُ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ أَخْرَجَ النَّسَائِيّ وبن ماجة

الصفحة 695