كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

! !
(

قَوْله سُورَة سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى)
وَيُقَالُ لَهَا سُورَةُ الْأَعْلَى وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير سَمِعت بن عُمَرَ يَقْرَأُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَهِيَ قِرَاءَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِد قدر فهدى قَدَّرَ لِلْإِنْسَانِ الشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ وَهَدَى الْأَنْعَامَ لِمَرَاتِعِهَا ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَقَدْ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق مُجَاهِد قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاسٍ غُثَاءً أَحْوَى هَشِيمًا مُتَغَيِّرًا ثَبَتَ أَيْضًا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَوَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ الْبَرَاءِ فِي أَوَّلِ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي أَوَائِلِ الْهِجْرَةِ وَوَقَعَ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ هُنَا يَقُولُونَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَذَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ لِأَنَّ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ إِنَّمَا شُرِعَتْ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ وَكَأَنَّهُ يُشِيرُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا لِأَنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ سُورَةِ الْأَحْزَابِ وَكَانَ نُزُولُهَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ عَلَى الصَّحِيحِ لَكِنْ لَا مَانِعَ أَنْ تَتَقَدَّمَ الْآيَةُ الْمَذْكُورَةُ عَلَى مُعْظَمِ السُّورَةِ ثُمَّ مِنْ أَيْنَ لَهُ أَنَّ لَفْظَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صُلْبِ الرِّوَايَةِ مِنْ لَفْظِ الصَّحَابِيِّ وَمَا الْمَانِعُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ صَدَرَ مِمَّنْ دُونَهُ وَقَدْ صَرَّحُوا بِأَنَّهُ يُنْدَبُ أَنْ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْ يُتَرَضَّى عَنِ الصَّحَابِيِّ وَلَوْ لم يرد ذَلِك فِي الرِّوَايَة بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم قَوْلُهُ سُورَةُ هَلْ أَتَاكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَسَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِلْبَاقِينَ وَيُقَال لَهَا أَيْضا سُورَة الغاشية وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ الْغَاشِيَةُ مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاس عاملة ناصبة النَّصَارَى وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَمِنْ طَرِيقِ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ وَزَادَ الْيَهُودَ وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أبي الضُّحَى عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الرُّهْبَانُ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ عَيْنٍ آنِيَةٍ بَلَغَ إِنَاهَا وَحَانَ شُرْبُهَا حَمِيمٍ آنٍ بَلَغَ إِنَاهُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ مُفَرَّقًا فِي مَوَاضِعِهِ قَوْلُهُ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً شَتْمًا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ لَا تَسْمَعُ فِيهَا بَاطِلًا وَلَا مَأْثَمًا وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ بِفَتْحِ تَسْمَعُ بِمُثَنَّاةٍ فَوْقِيَّةٍ وَقَرَأَهَا الْجَحْدَرِيُّ بِتَحْتَانِيَّةٍ كَذَلِكَ وَأَمَّا أَبُو عَمْرٍو وبن كَثِيرٍ فَضَمَّا التَّحْتَانِيَّةَ وَضَمَّ نَافِعٌ أَيْضًا لَكِنْ بِفَوْقَانِيَّةٍ قَوْلُهُ وَيُقَالُ الضَّرِيعُ نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ الشِّبْرِقُ تَسْمِيَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ الضَّرِيعُ إِذَا يَبِسَ وَهُوَ سُمٌّ هُوَ كَلَامُ الْفَرَّاءِ بِلَفْظِهِ وَالشِّبْرِقُ بِكَسْر الْمُعْجَمَة

الصفحة 700