كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ هُوَ نَبْتٌ أَخْضَرُ مُنْتِنُ الرِّيحِ يَرْمِي بِهِ الْبَحْرُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدٍ قَالَ الضَّرِيعُ الشِّبْرِقُ وَمِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ الضَّرِيعُ شَجَرٌ مِنْ نَارٍ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ الْحِجَارَةُ وَقَالَ بن التِّينِ كَأَنَّ الضَّرِيعَ مُشْتَقٌّ مِنَ الضَّارِعِ وَهُوَ الذَّلِيلُ وَقِيلَ هُوَ السُّلَّا بِضَمِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ وَهُوَ شَوْكُ النَّخْلِ قَوْلُهُ بِمُسَيْطِرٍ بِمُسَلَّطٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمسيطر بِمُسَلَّطٍ قَالَ وَلَمْ نَجِدْ مِثْلَهَا إِلَّا مُبَيْطِرٍ أَيْ بِالْمُوَحَّدَةِ قَالَ لَمْ نَجِدْ لَهُمَا ثَالِثًا كَذَا قَالَ وَقَدْ قَدَّمْتُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْمَائِدَة زيادات عَلَيْهَا قَالَ بن التِّينِ أَصْلُهُ السَّطْرُ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَتَجَاوَزُ مَا هُوَ فِيهِ قَالَ وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ وَهُوَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ وَيُؤْذَنُ لَهُ فِي الْقِتَالِ قَوْلُهُ وَيُقْرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ قُلْتُ قِرَاءَة الْجُمْهُور بالصَّاد وَفِي رِوَايَة عَن بن كَثِيرٍ بِالسِّينِ وَهِيَ قِرَاءَةُ هِشَامٍ قَوْلُهُ وَقَالَ بن عَبَّاس إيابهم مرجعهم وَصله بن الْمُنْذر من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاس وَذكره بن أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَطَاءٍ وَلَمْ يُجَاوِزْ بِهِ تَنْبِيهٌ لَمْ يَذْكُرْ فِيهَا حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَيَدْخُلْ فِيهَا حَدِيثُ جَابِرٍ رَفَعَهُ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ قَرَأَ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ وَإِسْنَاده صَحِيح

(قَوْلُهُ سُورَةُ وَالْفَجْرِ)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد يَعْنِي الْقَدِيمَةَ وَالْعِمَادُ أَهْلُ عَمُودٍ لَا يُقِيمُونَ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ إِرَمَ الْقَدِيمَة وزادت الْعِمَادِ أَهْلُ عِمَادٍ لَا يُقِيمُونَ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ إِرَمُ قَبِيلَةٌ مِنْ عَادٍ قَالَ وَالْعِمَادُ كَانُوا أَهْلَ عَمُودٍ أَي خيام انْتهى وارم هُوَ بن سَامِ بْنِ نُوحٍ وَعَادُ بْنُ عَوْصِ بْنِ إِرَمَ وَقِيلَ إِرَمُ اسْمُ الْمَدِينَةِ وَقِيلَ أَيْضًا إِنَّ الْمُرَادَ بِالْعِمَادِ شِدَّةُ أَبْدَانِهِمْ وَإِفْرَاطُ طُولِهِمْ وَقد أخرج بن مرْدَوَيْه من طَرِيق الْمِقْدَام بن معد يكرب قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله ذَات الْعِمَاد قَالَ كَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي الصَّخْرَةَ فَيَحْمِلُهَا عَلَى كَاهِلِهِ فَيُلْقِيهَا عَلَى أَيِّ حَيٍّ أَرَادَ فَيُهْلِكُهُمْ وَأَخْرَجَ بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ إِرَمُ اسْم أَبِيهِم

الصفحة 701