كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

(قَوْلُهُ سُورَةُ وَالتِّينِ)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ هُوَ التِّينُ وَالزَّيْتُونُ الَّذِي يَأْكُلُ النَّاسُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ والتين وَالزَّيْتُون قَالَ الْفَاكِهَةُ الَّتِي تَأْكُلُ النَّاسُ وَطُورِ سِينِينَ الطُّورُ الْجَبَلُ وَسِينِينَ الْمُبَارَكُ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ وَجه آخر عَن بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس وَأخرجه بن أبي حَاتِم من طَرِيق عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس مثله وَمن طَرِيق الْعَوْفِيّ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ التِّينُ مَسْجِدُ نُوحٍ الَّذِي بُنِيَ عَلَى الْجُودِيِّ وَمِنْ طَرِيقِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ التِّينُ جَبَلٌ عَلَيْهِ التِّينُ وَالزَّيْتُونِ جَبَلٌ عَلَيْهِ الزَّيْتُونُ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ الْجَبَلُ الَّذِي عَلَيْهِ دِمَشْقُ وَمِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ مَسْجِدُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَالزَّيْتُونُ مَسْجِدُ إِيلِيَاءَ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ جَبَلٌ عَلَيْهِ بَيْتُ الْمَقْدِسِ قَوْلُهُ تَقْوِيمٍ خَلْقٍ كَذَا ثَبَتَ لِأَبِي نُعَيْمٍ وَقَدْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ أحسن تَقْوِيم قَالَ أحسن خلق وَأخرج بن الْمُنْذر عَن بن عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ قَالَ أَعْدَلِ خَلْقٍ قَوْلُهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا مَنْ آمَنَ كَذَا ثَبَتَ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ لَهُمْ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا قَالَ الَّذِينَ قرؤوا الْقُرْآنَ قَوْلُهُ يُقَالُ فَمَا يُكَذِّبُكَ فَمَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ بِأَنَّ النَّاسَ يُدَانُونَ بِأَعْمَالِهِمْ كَأَنَّهُ قَالَ وَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى تَكْذِيبِكَ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ عَنْ غَيْرِ الْكُشْمِيهَنِيِّ تُدَالُونَ بدال بَدَلَ النُّونِ الْأُولَى وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّوَابُ كَذَا هُوَ فِي كَلَامِ الْفَرَّاءِ بِلَفْظِهِ وَزَادَ فِي آخِره بعد مَا تبين لَهُ كَيْفيَّة خلقه قَالَ بن التِّينِ كَأَنَّهُ جَعَلَ مَا لِمَنْ يَعْقِلُ وَهُوَ بَعِيدٌ وَقِيلَ الْمُخَاطَبُ بِذَلِكَ الْإِنْسَانُ الْمَذْكُورُ قِيلَ هُوَ عَلَى طَرِيقِ الِالْتِفَاتِ وَهَذَا عَنْ مُجَاهِدٍ أَيْ مَا الَّذِي جَعَلَكَ كَاذِبًا لِأَنَّكَ إِذَا كَذَّبْتَ بِالْجَزَاءِ صِرْتَ كَاذِبًا لِأَنَّ كُلَّ مُكَذِّبٍ بِالْحَقِّ فَهُوَ كَاذِب وَأما تعقب بن التِّينِ قَوْلَ الْفَرَّاءِ جَعْلَ مَا لِمَنْ يَعْقِلُ وَهُوَ بَعِيدٌ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَيْسَ بِبَعِيدٍ فِيمَنْ أُبْهِمَ أَمْرُهُ وَمِنْهُ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْني محررا قَوْله أَخْبرنِي عدي هُوَ بن ثَابِتٍ الْكُوفِيُّ قَوْلُهُ فَقَرَأَ فِي الْعِشَاءِ بِالتِّينِ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي صِفَةِ الصَّلَاةِ وَقَدْ كَثُرَ سُؤَالُ بَعْضِ النَّاسِ هَلْ قَرَأَ بِهَا فِي الرَّكْعَة الأولى أم الثَّانِيَةِ أَوْ قَرَأَ فِيهِمَا مَعًا كَأَنْ يَقُولَ أَعَادَهَا فِي الثَّانِيَةِ وَعَلَى أَنْ يَكُونَ قَرَأَ غَيْرَهَا فَهَلْ عُرِفَ وَمَا كُنْتُ أَسْتَحْضِرُ لِذَلِكَ جَوَابًا إِلَى أَنْ رَأَيْتُ فِي كِتَابِ الصَّحَابَةِ لِأَبِي عَلِيِّ بْنِ السَّكَنِ فِي تَرْجَمَةِ زُرْعَةَ بْنِ خَلِيفَةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْنَاهُ فَعَرَضَ عَلَيْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا وَأَسْهَمَ لَنَا وَقَرَأَ فِي الصَّلَاةِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَيُمْكِنُ إِنْ

الصفحة 713