كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

كَانَ عَليّ يَقُول هِيَ الْإِبِل وبن عَبَّاسٍ يَقُولُ هِيَ الْخَيْلُ وَمِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنْهُمَا نَحْوَهُ بِلَفْظِ الْإِبِلُ فِي الْحَجِّ وَالْخَيْلُ فِي الْجِهَادِ وَبِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ هِيَ الْإِبِلُ وَبِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَن بن عَبَّاسٍ مَا ضَبَحَتْ دَابَّةٌ قَطُّ إِلَّا كَلْبٌ أَوْ فَرَسٌ قَوْلُهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ مِنْ أَجْلِ حُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا فَسَّرَ اللَّامَ بِمَعْنَى مِنْ أَجْلِ أَيْ لِأَنَّهُ لِأَجْلِ حُبِّ الْمَالِ لَبَخِيلٌ وَقِيلَ إِنَّهَا لِلتَّعْدِيَةِ وَالْمَعْنَى إِنَّهُ لَقَوِيٌّ مُطِيقٌ لِحُبِّ الْخَيْرِ قَوْلُهُ حُصِّلَ مُيِّزَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله حصل مَا فِي الصُّدُور أَي ميز وَقيل جمع وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ حُصِّلَ أَي أخرج

(قَوْلُهُ سُورَةُ الْقَارِعَةِ)
كَذَا لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَاكْتَفَى بِذِكْرِهَا مَعَ الَّتِي قَبْلَهَا قَوْلُهُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا كَذَلِكَ النَّاسُ يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ هُوَ كَلَامُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْلِهِ كَالْفَرَاشِ يُرِيدُ كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ إِلَخْ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْفَرَاشُ طَيْرٌ لَا ذُبَابَ وَلَا بَعُوضَ وَالْمَبْثُوثُ الْمُتَفَرِّقُ وَحَمْلُ الْفَرَاشِ عَلَى حَقِيقَتِهِ أَوْلَى وَالْعَرَبُ تُشَبِّهُ بِالْفَرَاشِ كَثِيرًا كَقَوْلِ جَرِيرٍ إِنَّ الْفَرَزْدَقَ مَا عَلِمْتُ وَقَوْمَهُ مِثْلَ الْفَرَاشِ غَشِينَ نَارَ الْمُصْطَلِي وَصَفَهُمْ بِالْحِرْصِ وَالتَّهَافُتِ وَفِي تَشْبِيهِ النَّاسِ يَوْمَ الْبَعْثِ بِالْفَرَاشِ مُنَاسَبَاتٌ كَثِيرَةٌ بَلِيغَةٌ كَالطَّيْشِ وَالِانْتِشَارِ وَالْكَثْرَةِ وَالضَّعْفِ وَالذِّلَّةِ وَالْمَجِيءِ بِغَيْرِ رُجُوعٍ وَالْقَصْدِ إِلَى الدَّاعِي وَالْإِسْرَاعِ وَرُكُوبِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا وَالتَّطَايُرِ إِلَى النَّارِ قَوْلُهُ كَالْعِهْنِ كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ كَالْعِهْنِ لِأَنَّ أَلْوَانَهَا مُخْتَلِفَةٌ كَالْعِهْنِ وَهُوَ الصُّوفِ وَأَخْرَجَ بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ كَالْعِهْنِ كَالصُّوفِ قَوْلُهُ وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ كَالصُّوفِ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بَقِيَّةُ كَلَامِ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قِرَاءَة عبد الله يَعْنِي بن مَسْعُود كالصوف المنفوش قَوْلُهُ سُورَةُ أَلْهَاكُمْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَيُقَالُ لَهَا سُورَةُ التَّكَاثُرِ وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمُّونَهَا الْمَقْبَرَةَ قَوْلُهُ وَقَالَ بن عَبَّاس التكاثر من الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد وَصله بن الْمُنْذر من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ تَنْبِيهٌ لَمْ يَذْكُرْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَسَيَأْتِي فِي الرِّقَاقِ مِنْ حَدِيثِ أبي بن كَعْب مَا يدْخل فِيهَا

الصفحة 728