كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

عَن هَذِه الْآيَة قَالَ أَو لَيْسَ كُنَّا نَفْعَلُ ذَلِكَ السَّاهِي هُوَ الَّذِي يُصَلِّيهَا لِغَيْرِ وَقْتِهَا قَوْلُهُ وَالْمَاعُونُ الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ الْمَاعُونُ الْمَاءُ وَقَالَ عِكْرِمَةُ أَعْلَاهَا الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ وَأَدْنَاهَا عَارِيَةُ الْمَتَاعِ أَمَّا الْقَوْلُ الْأَوَّلُ فَقَالَ الْفَرَّاءُ قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ الْمَاعُونَ الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ حَتَّى ذَكَرَ الْقَصْعَةَ وَالدَّلْوَ وَالْفَأْسَ وَلَعَلَّه أَرَادَ بن مَسْعُودٍ فَإِنَّ الطَّبَرِيَّ أَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ سَأَلَ رَجُلٌ بن عُمَرَ عَنِ الْمَاعُونِ قَالَ الْمَالُ الَّذِي لَا يُؤَدِّي حَقه قَالَ قلت أَن بن مَسْعُودٍ يَقُولُ هُوَ الْمَتَاعُ الَّذِي يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ قَالَ هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ بن مَسْعُودٍ هُوَ الدَّلْوُ وَالْقِدْرُ وَالْفَأْسُ وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَن بن مَسْعُودٍ بِلَفْظِ كُنَّا نَعُدُّ الْمَاعُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِيَةَ الدَّلْو وَالْقدر وَإِسْنَاده صَحِيح إِلَى بن مَسْعُود وَأخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث بن مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا صَرِيحًا وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ مَا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ وَأَمَّا الْقَوْلُ الثَّانِي فَقَالَ الْفَرَّاءُ سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ الْمَاعُونُ هُوَ الْمَاءُ وَأَنْشَدَ يَصُبُّ صَبِيرَةَ الْمَاعُونِ صَبًّا قُلْتُ وَهَذَا يُمْكِنُ تَأْوِيلُهُ وَصَبِيرَةُ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ مَعْرُوفٌ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ وَآخِرُهُ رَاءٌ وَأَمَّا قَوْلُ عِكْرِمَةَ فَوَصَلَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادٍ إِلَيْهِ بِاللَّفْظِ الْمَذْكُورِ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَهُ تَنْبِيهٌ لَمْ يَذْكُرِ الْمُصَنِّفُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ السُّورَةِ حَدِيثا مَرْفُوعا وَيدخل فِيهِ حَدِيث بن مَسْعُود الْمَذْكُور قبل قَوْلُهُ سُورَةُ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ هِيَ سُورَةُ الْكَوْثَر وَقد قَرَأَ بن مُحَيْصِنٍ إِنَّا أَنْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ بِالنُّونِ وَكَذَا قَرَأَهَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ وَالْكَوْثَرُ فَوْعَلٌ مِنَ الْكَثْرَةِ سُمِّيَ بِهَا النَّهَرُ لِكَثْرَةِ مَائِهِ وَآنِيَتِهِ وَعِظَمِ قدره وخيره

الصفحة 731