كتاب عون المعبود وحاشية ابن القيم (اسم الجزء: 8)

ذَبَحَ وَنَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَلْيَأْكُلْ وَلَا يَدَعْهُ لِلشَّيْطَانِ إِذَا ذَبَحَ عَلَى الْفِطْرَةِ فَإِنَّ اسْمَ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ وَعِنْدَ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ قَالَ كُلُوا ذبائح الملمين وَأَهْلِ الْكِتَابِ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَذَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ بن ماجه

[2819] (ولا نأكل مِمَّا قَتَلَ اللَّهُ) يَعْنُونَ الْمَيْتَةَ (فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَخْ)
قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ مَعْنَى ذِكْرِ اسْمِ اللَّهِ عَلَى الذَّبِيحَةِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لَيْسَ بِاللِّسَانِ وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ تَحْرِيمُ مَا لَيْسَ بِالْمُذَكَّى مِنَ الْحَيَوَانِ فَإِذَا كَانَ الذَّابِحُ مِمَّنْ يَعْتَقِدُ الِاسْمَ وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ سَمَّى وَإِلَى هَذَا ذهب بن عَبَّاسٍ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ انْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا هَذَا آخِرُ كَلَامِهِ وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ اخْتَلَفُوا فِي الِاحْتِجَاجِ بِحَدِيثِهِ وَأَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِأَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ وَفِي إِسْنَادِهِ عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَخُو سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ

ــــــــــــQقال الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه اللَّه هَذَا الْحَدِيث لَهُ عِلَل
أَحَدهمَا أَنَّ عَطَاء بْن السَّائِب اِضْطَرَبَ فِيهِ فَمَرَّة وَصَلَهُ وَمَرَّة أَرْسَلَهُ
الثَّانِيَة أَنَّ عَطَاء بْن السَّائِب اِخْتَلَطَ فِي آخِر عُمْره وَاخْتُلِفَ فِي الِاحْتِجَاج بِحَدِيثِهِ وَإِنَّمَا أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيّ مَقْرُونًا بِأَبِي بِشْر
الثَّالِثَة أَنَّ فِيهِ عِمْرَان بْن عُيَيْنَةَ أَخُو سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ
الرَّابِعَة أَنَّ سُورَة الْأَنْعَام مَكِّيَّة بِاتِّفَاقٍ وَمَجِيء الْيَهُود إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُجَادَلَتهمْ إِيَّاهُ إِنَّمَا كَانَ بَعْد قُدُومه الْمَدِينَة وَأَمَّا بِمَكَّة فَإِنَّمَا كَانَ جِدَاله مَعَ الْمُشْرِكِينَ عباد الأصنام

الصفحة 11