أى: إن عذاب ربك كان جديرا وقمينا بأن يحذره، ويحترز منه كل عاقل.
وقدم- سبحانه- الرجاء على الخوف، لأن متعلقه أسبق، ولأنه بجانب الله- تعالى- أظهر، ففي الحديث القدسي: «إن رحمتي سبقت غضبى» .
هذا، وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ، لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ، وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ، وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ «1» .
وبذلك نرى أن هاتين الآيتين قد قررتا بأسلوب منطقي بليغ، أن الله- تعالى- هو الخالق لكل شيء، وأنه وحده هو المتصرف في شئون عباده، وأن كل مخلوق سواه- سبحانه- محتاج إلى عونه وعفوه ورضاه، وأن الذين زعمهم المشركون آلهة كعيسى وعزير والملائكة ...
ما هم إلا من عباد الله الذين يبتغون إليه الوسيلة، ويرجون رحمته ويخافون عذابه.
ثم ساق- سبحانه- سنة من سننه التي لا تتخلف، وبين جانبا من مظاهر فضله على هذه الأمة ونبيها صلى الله عليه وسلم. فقال- تعالى-: