كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

وعمرو الخلفاء رضى الله عنهم قال ما تقول يا ابا قلابة قال عندك رؤس الاجناد واشراف العرب شهد رجل من اهل حمص على رجل من اهل دمشق انه سرق ولم يروه أكنت تقطعه قال لا - قال شهد اربعة من اهل دمشق على رجل من اهل حمص انه زنى ولم يروه اكنت ترجمه قال لا - قال فهذا اشبه والله ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل احدا الا ان يقتل رجلا فيقتل به قال عنبسة بن سعيد فاين حديث العرنيين فقال أبو قلابة اياى حدثة انس بن مالك حدثنا انس بن مالك ان قوما من عكل أو عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فامر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقاح وامرمهم ان يشربوا من البانها وأبوالها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم من اول النهار فبعث في آثارهم فما ارتفع النهار حتى اتى بهم فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطعت ايديهم وارجلهم وسمرت اعينهم والقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا - فهؤلاء قوم قتلوا وسرقوا وكفروا بعد ايمانهم فقال عنبسة سبحان الله فقال أبو قلابة اتتهمني يا عنبسة قال لا ولكن هذا الجند لا يزال بخير ما ابقاك الله بين اظهرهم - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن هارون الحمال عن سليمان بن حرب مختصرا
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الحافظ حدثنى أبى ثنا قتيبة بن سعيد ثنا اسمعيل بن علية ثنا
حجاج بن أبى عثمان الصواف
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو جعفر بن أبى خالد الاصبهاني ثنا حميد بن مسعدة ثنا اسمعيل بن ابراهيم ثنا الحجاج الصواف حدثنى أبو رجاء مولى أبى قلابة حدثنى أبو قلابة ان عمر بن عبد العزيز ابرز سريره يوما للناس فأذن لهم فدخلوا عليه فقال ما تقولون في القسامة قال فاضب الناس قالوا نقول القود بها حق قد اقادت بها الخلفاء قال ما تقول يا ابا قلابة ونصبني للناس قلت يا امير المومنين عندك رؤس الاجناد واشراف العرب ارأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل (بدمشق محصن انه قد زنى لم يروه أكنت ترجمه قال لا - قلت افرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل - 1) بحمص انه سرق لم يروه اكنت تقطعه قال لا قلت فو الله ما قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا قط الا في احدى ثلاث خصال رجل قتل بجريرة نفسه يقتل أو رجل زنى بعد احصان أو رجل حارب الله ورسوله وارتد عن الاسلام قال فقال القوم أو ليس قد حدث انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع في السرق وسمر الاعين ونبذهم في الشمس حيث ماتوا فقلت انا احدثكم حديث انس بن مالك (اياى حدث انس بن مالك - 1) ان نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الاسلام واستوخموا الارض وسقمت اجسادهم (2) فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا تخرجون مع راعينا في ابله فتصيبون من أبوالها والبانها قالو بلى فخرجوا فشربوا من أبوالها والبانها فصحوا وقتلوا الراعى واطردوا النعم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم فادركوا فجئ بهم فأمر بهم فقطعت ايديهم وارجلهم وسمرت اعينهم ونبذوا في الشمس حتى ماتوا قلت واى شئ اشد مما صنع هؤلاء ارتدوا عن الاسلام وقتلوا وسرقوا فقال عنبسة بن سعيد والله ان سمعت كاليوم قط قلت ترد على حديثى يا عنبسة فقال لا ولكن جئت بالحديث على وجهه والله لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين اظهرهم قلت وقد كان في هذا سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه نفر من الانصار فتحدثوا عنده فخرج رجل منهم بين ايديهم فقتل فخرجوا بعده فاذاهم بصاحبهم يتشحط في الدم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله صاحبنا كان يتحدث معنا فخرج بين ايدنيا فإذا نحن به يتشحط في الدم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بمن تظنون أو من ترون قتله قالوا نرى ان اليهود قتلته فأرسل إلى اليهود فدعاهم فقال انتم قتلتم هذا قالوا لا قال اترضون نقل خمسين من اليهود ما قتلوه فقالوا ما يبالون ان يقتلونا اجمعين ثم ينفلون قال افتستحقون الدية بايمان خمسين منكم قالوا ما كنا لنحلف فوداه من عنده - قلت وقد كانت هذيل خلعوا خليعا لهم في الجاهلية فطرق اهل بيت من اليمن بالبطحاء فانتبه له رجل
__________
(1) سقط من مد (2) مص - واستوخموا المدينة وسقمت اجسامهم (*)

الصفحة 128