كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

برئ من كل مسلم مع مشرك قالوا لم يارسول الله قال لا ترايا نارا هما قال (الشافعي) ان كان هذا ثبت (1) فاحسب النبي صلى الله عليه وسلم والله اعلم اعطى من اعطى منهم متطوعا واعلمهم انه برئ من كل مسلم مع مشرك والله اعلم في دار شرك
ليعلمهم ان لا ديات لهم ولاقود (قال الشيخ) الفقيه رحمه الله وقد روى هذا موصولا
- (أخبرنا) أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا احمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن اسمعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن جرير قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس بالسجود فأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بنصف العقل وقال انا برئ من كل مسلم مقيم بين اظهر المشركين قالوا يارسول الله ولم قال لاترايا ناراهما
- (وأخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان انبأ أبو الحسن على بن محمد المصرى ثنا مقدام بن داود ثنا يوسف بن عدى ثنا حفص بن غياث عن اسمعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن جرير بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه (2) إلى اناس من خثعم فاعتصموا بالسجود فقتلتهم فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الدية ثم قال انا برئ من كل مسلم مع مشرك - قوله فوداهم اظهر في انه اعطاه متطوعا
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس ابن بكير عن ابن اسحاق حدثنى عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش قال قال لى القاسم بن محمد بن أبى بكر نزلت هذه الآية (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ) في جدك عياش بن أبى ربيعة وفي الحارث بن زيد اخى بنى معيص كان يؤذيهم بمكة وهو على شركة فلما هاجر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة اسلم الحارث ولم يعلموا باسلامه فأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهره بنى عمرو بن عوف لقيه عياش بن أبى ربيعة ولا يظن الا انه على شركه فعلاه بالسيف حتى قتله فأنزل الله فيه (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ) إلى قوله (وان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة) يقول تحرير رقبة مؤمنة ولا يرد الدية إلى اهل الشرك على قريش (وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق) يقول من اهل الذمة (فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى اهله)
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن اسحقا الصغانى ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رزيق ثنا عطاء بن السائب عن أبى يحيى عن ابن عباس في قوله عز وجل (وان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة) قال كان الرجل ياتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يرجع إلى قومه فيكون فيهم وهم مشركون فيصيبه المسلمون خطأ في سرية أو غزاة فيعتق الرجل رقبة (وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى اهله وتحرير رقبة مؤمنة) قال يكون الرجل معاهدا وقومه اهل عهد فيسلم إليهم دينه واعتق الذى اصابه رقبة (وفي تفسير) على بن أبى طلحة
عن ابن عباس بنحو من هذا المعنى قال وان كان في اهل الحرب وهو مؤمن فقتله خطأ فعلى قاتله ان يكفر ولا دية عليه
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبى عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا ابراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر عن اسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس (وان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن) قال يكون الرجل مؤمنا ويكون قومه كفارا فلا دية له ولكن عتق رقبة مؤمنة (وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق) قال عهد (فدية مسلمة إلى اهله وتحرير رقبة مؤمنة) - 3
- باب المسلمين يقتلون مسلما خطأ في قتال المشركين في غير دار الحرب أو مريدين له يعينه يحسبونه من العدو
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الاديب أنبأ أبو بكر الاسماعيلي ثنا الفاريابى ثنا منجاب بن الحارث أنبأ على بن مسهر عن
__________
(1) مص - يثبت (2) مص - بعث (3) هامش ر - وهامش مص - آخر الجزء الخمسين بعد المائة من الاصل - (*)

الصفحة 131