كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

تضل اهلها فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان هذا الامر في قريش لا يعاديهم فيه احد الا كبه الله على وجهه ما اقاموا الدين - رواه البخاري في الصحيح عن أبى اليمان
- (أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثنى عبد العزيز بن عبد الله الاويسى ثنا ابراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان الانصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بنى ساعدة وخالف عنا على والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبى بكر رضى الله عنه فقلت لابي بكر يا ابا بكر انطلق بنا إلى اخواننا هؤلاء من الانصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ماتمالا عليه القوم فقالا اين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد اخواننا هؤلاء من الانصار فقالا لا عليكم ان لا تقربوهم اقضوا امركم فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى اتيناهم في سقيفة بنى ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت من هذا قالوا سعد بن عبادة فقلت ما له قالوا يوعك فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فاثنى على الله بما هو اهله ثم قال اما بعد فنحن (1) انصار الله وكتيبة الاسلام وانتم معشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة من قومكم فاذاهم يريدون ان يختزلونا من اصلنا وان يحضنونا من الامر قال فلما سكت اردت ان اتكلم وكنت زورت مقالة اعجبتني اريد أن اقدمها بين يدى أبى بكر رضى الله عنه وكنت ادارئ عنه (2) بعض الحد فلما اردت ان اتكلم قال أبو بكر رضى الله عنه على رسلك فكرهت ان اغضبه فتكلم أبو بكر رضى الله عنه فكأن هو احلم منى واوقر والله ما ترك من كلمة اعجبتني في تزويري الا قال في بديهته مثلها أو افضل منها حتى سكت قال ما ذكرتم من خير فانتم له اهل ولن نعرف هذا الامر الا لهذا الحى من قريش هم اوسط العرب نسبا ودارا وقدرا وقد رضيت لكم احد هذين الرجلين فبايعوا ايهما شئتم واخذ بيدى وبيد أبى عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم اكره مما قال غيرها كان والله ان اقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من اثم احب إلى من ان اتامر على قوم فيهم أبو بكر رضى الله عنه اللهم الا ان تسول لى نفسي عند الموت شيئا لا اجده الآن فقال قائل الانصار (3) انا جذيلها (4) المحكك وعذيقها المرجب منا امير ومنكم امير يا معشر قريش وكثر اللغط وارتفعت الاصوات حتى فرقت من ان يقع اختلاف فقلت ابسط يدك يا ابا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الانصار - رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الاويسى (5)
- (أخبرنا) أبو الحسن على بن احمد بن عمر بن حفص المقرى ابن الحمامى رحمه الله ببغداد أنبأ احمد بن سلمان النجاد قال قرئ على محمد بن الهيثم وانا اسمع ثنا اسمعيل بن أبى اويس حدثنى سليمان بن بلال عن هشام بن عروة أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر رضى الله عنه بالسنح فقام عمر رضى الله عنه فقال والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر رضى الله عنه والله ما كان يقع في نفسي الا ذاك وليبعثنه الله عز وجل فيقطعن ايدى رجال وارجلهم فجاء أبو بكر رضى الله عنه فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وقال بأبى انت وامى طبت حيا وميتا والذى نفسي بيده لا يذيقك الله عز وجل الموتتين ابدا ثم خرج فقال ايها لحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر رضى الله عنهما فحمد الله واثنى عليه ثم قال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله عز وجل فان الله حى لا يموت وقال (انك ميت وانهم ميتون) وقال (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه) الآية كلها فنشج الناس يبكون واجتمعت الانصار إلى سعد بن عبادة رضى الله عنه في سقيفة بنى ساعدة فقالوا منا امير ومنكم امير فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح
__________
(1) مد - فانا (2) مص - منه (3) هامش مص - القائل هو الحباب بن المنذر (4) مص - ومد - جذيعها (5) بلغ سماعهم والعرض في الحادى والستين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد - (*)

الصفحة 142