كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

باب من جعل الامر شورى بين المستصلحين له
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البخترى ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا عبد الله بن بكر ثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن سالم بن أبى الجعد عن معدان بن أبى طلحة اليعمرى ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه حمد الله وأثنى عليه ثم ذكر نبى الله صلى الله عليه وسلم وابا بكر رضى الله عنه ثم قال يا ايها الناس انى رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين وانى لاارى ذلك الا لحضور اجلى وان اناسا يأمرون (1) بان أستخلف وان الله لم يكن ليضيع دينه وخلافته وما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فان عجل بى امر فالشورى بين هؤلاء الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فمن بايعتم فاسمعوا له واطيعوا وان ناسا سيطعنون في ذلك فان فعلوا فاولئك اعداء الله الكفرة الضلال انا جاهدتهم بيدى هذه على الاسلام وانى لا ادع شيئا اهم عندي من أمر الكلالة وما اغلظ لى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ما اغلظ لى فيه فطعن باصبعه في صدري أو في جنبى ثم قال يا عمر يكفيك آية الصيف التى في آخر سورة النساء وانى ان اعش اقض فيها بقضاء لا يختلف فيه احد قرأ القرآن أو (2) لم يقرأ القرآن وانى اشهد الله على امراء الامصار فانى انما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم ويرفعوا الينا ما اشكل عليهم وانكم ايها الناس تأكلون من شجرتين لا اراهما الا خبيثتين قد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحهما منه فيؤخذ بيده فيخرج إلى البقيع
فمن اكلهما فليمتهما طبخا الثوم والبصل - قال خطب لهم يوم الجمعة ومات يوم الاربعاء لاربع بقين من ذى الحجة - اخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابن أبى عروبة وغيره
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمى قالا أنبأ احمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن اسمعيل ثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون في قصة مقتل عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال فقالوا أوص يا امير المؤمنين استخلف فقال ما احد أحق بهذا الامر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا و عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهم وقال ليشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الامر شئ كالتعزية له وقال فان اصابت الامرة سعدا فهو ذاك والا فليستعن به ايكم ما أمر فانى لم اعزله من عجز ولا خيانة وقال اوصى الخليفة من بعدى بالمهاجرين الاولين ان يعلم لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم واوصيه بالانصار الذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم ان يقبل من محسنهم وان يعفى عن مسيئهم واوصيه باهل الامصار خيرا فانهم ردء الاسلام وجباة الاموال (3) وغيظ العدو وان لا يؤخذ منهم الا فضلهم عن رضاهم واوصيه (4) بالاعراب خيرا فانهم اصل العرب ومادة الاسلام ان يؤخذ من حواشى اموالهم فيرد على فقرائهم واوصيه بذمة الله وذمة رسوله ان يوفى لهم بعهدهم وان يقاتل من ورائهم وان لا يكلفوا الا طاقتهم - فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي - وذكر الحديث في دفنه قال فلما فرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه اجعلوا امركم إلى ثلاثة منكم قال الزبير قد جعلت امرى إلى على فقال طلحة قد جعلت امرى إلى عثمان وقال سعد قد جعلت امرى إلى عبد الرحمن فقال عبد الرحمن ايكما يبرأ من هذا الامر فنجعله إليه والله عليه والاسلام لينظرن افضلهم (5) في نفسه وليحرصن على صلاح الامة قال فاسكت الشيخان فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إلى والله على ان لا آلو عن افضلكم فقالا نعم قال فأخذ بيد احدهما فقال لك من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الاسلام ما قد علمت والله عليك لئن انا امرتك لتعدلن ولئن انا امرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك فلما اخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له على رضى الله عنهما وولج اهل الدار فبايعوه - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن اسمعيل -
__________
(1) مص - يأمروني - وبهامشها - ص يأمرون (2) مص - ومن (3) مص - المال (4) مد اوصيهم (5) مص - افضلها (*)

الصفحة 150