كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

حتى قال مررنا على قنطرة قال فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبى فقال لهم القوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فانى اخاف ان يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حرورا فرجعتم قال فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال فقتل بعضهم على بعض وما اصيب من الناس يومئذ الا رجلان فقال على رضى الله عنه التمسوا فيهم المخدج فلم يجدوه فقام على رضى الله عنه بنفسه فالتمسه فوجده فقال صدق الله وبلغ رسوله فقام إليه عبيدة السلمانى فقال يا امير المؤمنين الله الذى لا اله الا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي والله الذى لا اله الا هو حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له - رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن اسمعيل بن مهران ثنا أبو الطاهر ثنا (1) ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الاشج عن بسر بن سعيد عن عبيد الله بن أبى رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحرورية لما خرجت وهو مع على بن أبى طالب رضى الله عنه قالوا لا حكم الا لله فقال كلمة حق اريد بها باطل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا انى لاعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم واشار إلى حلقه ابغض خلق الله إليه منهم اسود احدى يديه حلمة ثدى فلما قتلهم قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا قال ارجعوا فو الله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه قال عبيد الله وانا حاضر ذلك من امرهم وقول على رضى الله عنه فيهم - رواه مسلم في الصحيح عن أبى الطاهر (2)
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد احمد بن عبد الله المزني ثنا على بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ان ابا سعيد الخدرى قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الحويصرة وهو رجل من بنى تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال ويحك ومن يعدل إذا (3) لم اعدل لقد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه يا رسول الله ائذن لى فيه اضرب عنقه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعه فان له اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجوز تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى فصله فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل اسود احدى عضديه مثل ثدى المرأة ومثل البضعة تدر در يخرجون على حين فترة (4) من الناس - قال أبو سعيد فأشهد أنى سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن على بن أبى طالب رضى الله عنه قاتلهم وانا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى نعته - رواه البخاري في الصحيح عن أبى اليمان واخرجاه من اوجه اخر عن أبى سلمة والضحاك الهمداني عن أبى سعيد
- (أخبرنا) أبو عبد الله اسحاق بن محمد بن يوسف السوسى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبى قال سمعت الاوزاعي (قال وحدثنا) محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الاوزاعي والحديث للعباس حدثنى قتادة عن انس بن مالك وعن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في امتى اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجعون حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق والخليقة طوبى لم قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شئ من قاتلهم كان اولى بالله منهم قالوا يا رسول الله فما سيماهم قال التحليق - وفي الباب عن أبى ذر وسهل بن حنيف و عبد الله بن عمرو ابن العاص وأبى بكرة وأبى برزة الاسلمي وبعضهم يزيد على بعض - واستدل الشافعي رحمه الله في قتال اهل البغى بقول الله جل ثناؤه (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ
__________
(1) مص - أنبأ (2) ر - ومص - آخر الجزء الثاني والخمسين بعد المائة من الاصل (3) مص - ان - (4) مص - فرقة (*)

الصفحة 171