كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

إلى امر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين)
- (أخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان العدل ببغداد أنبأ اسمعيل بن محمد الصفار ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ثنا نعيم بن حماد ثنا معتمر بن سليمان عن ابيه عن انس بن مالك قال قيل يا رسول الله لو اتيت عبد الله بن أبى قال فانطلق إليه وركب حماره وركب معه قوم من اصحابه فلما اتاه قال له عبد الله تنح فقد آذانى نتن حمارك فقال رجل من المسلمين والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم اطيب ريحا منك قال فغضب لكل واحد منهما قومه فتضاربوا بالجريد والنعال فبلغنا انما نزلت فيهم هذه
الآيه (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الآية - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن محمد بن عبد الاعلى كلاهما عن معتمر
- (وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ اسمعيل بن محمد الصفار ثنا اسمعيل بن اسحاق القاضى ثنا محمد بن أبى بكر ثنا معتمر بن سليمان عن ابيه انه بلغه عن انس بن مالك قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم لو اتيت عبد الله بن أبى فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم راكبا على حمار وانطلق الناس يمشون قال وهى ارض سبخة - فذكره قال انس فانبئت انها نزلت فيهم -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد ثنا احمد بن محمد بن مهدى بن رستم ثنا بشر بن شعيب ابن أبى حمزة القرشى حدثنى أبى
(ح وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبى منيع ثنا جدى ، وثنا يعقوب حدثنى محمد بن يحيى بن اسمعيل عن ابن وهب عن يونس جميعا عن الزهري وهذا لفظ حديث شعيب بن أبى حمزة عن الزهري اخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر إذ جاءه رجل من اهل العراق فقال يا ابا عبد الرحمن انى والله لقد حرصت ان اتسمت بسمتك واقتدى بك في امر فرقة الناس واعتزل الشر ما استطعت وانى اقرأ آية من كتاب الله محكمة قد اخذت بقلبي فأخبرني عنها ارأيت قول الله تبارك وتعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى امر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين) اخبرني عن هذه الآية فقال عبد الله ومالك ولذلك انصرف عنى فانطلق حتى توارى عنا سواده اقبل علينا عبد الله بن عمر فقال ما وجدت في نفسي من شئ من امر هذه الامة ما وجدت في نفسي انى لم اقاتل هذه الفئة الباغية كما امرني الله عز وجل - زاد القطان في روايته قال حمزة فقلنا له ومن ترى الفئة الباغية قال ابن عمر ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم ففى قول عبد الله بن عمر هذا دلالة على جواز استعمال الآية في قتال الفئة الباغية
- (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ثنا الفضل بن محمد الشعرانى ثنا اسمعيل بن أبى اويس ثنا أبى عن محمد بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن ابيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضى الله عنها انها قالت ما رأيت مثل ما رغبت عنه هذه الامة من هذه الآية (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله - (1) باب الدليل على ان الفئة الباغية منهما
لا تخرج بالبغى عن تسمية الاسلام قال الشافعي رحمه الله سماهم الله تعالى بالمؤمنين وأمر بالاصلاح بينهم
(أخبرنا) أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ احمد بن يوسف السلمى ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد ورواه مسلم
__________
(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين ايده الله تعالى في السادس والعشرين ولله الحمد - (*)

الصفحة 172