كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

قال قد هاجت الفتنة الاولى وادركت يعنى الفتنة رجالا ذوى عدد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد معه بدر أو بلغنا انهم كانوا يرون ان يهدر امر الفتنة ولا يقام فيها على رجل قاتل في تأويل القرآن قصاص فيمن قتل ولا حد في سباء امرأة سبيت ولا يرى عليها حد ولا بينها وبين زوجها ملاعنة ولا يرى ان يقفوها احد الا جلد الحد ويرى ان ترد إلى زوجها الاول بعد أن تعتد فتقضى عدتها من زوجها الآخر ويرى ان يرثها زوجها الاول
- (أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ احمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا ابن المبارك عن معمر عن الزهري قال كتب إليه سليمان بن هشام يسأله عن امرأة فارقت زوجها وشهدت على قومها بالشرك ولحقت بالحرورية فتزوجت فيهم ثم جاءت تائبة قال فكتب إليه الزهري وانا شاهد اما بعد فان الفتنة الاولى ثارت وفي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا فرأوا ان يهدم امر الفتنة لايقام فيها حد على احد في فرج استحله بتأويل القرآن ولا قصاص في دم استحله بتأويل القرآن ولا ما استحله بتأويل القرآن الا ان يوجد شئ بعينه وانى ارى ان تردها إلى زوجها وتحد من قذفها
- (أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا احمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر حدثنى سيف بن فلان بن معاوية العنزي حدثنى خالي عن جدى قال لما كان يوم الجمل واضطرب الخيل واغار الناس قال فجاء الناس إلى على رضى الله عنه يدعون اشياء فاكثروا عليه فلم يفهم قال الا رجل يجمع كلامه لى في خمس كلمات أو ست قال فاحتفزت على احدى رجلى قلت ان فهم قبل كلامي والا جلست من قريب قلت يا امير المومنين ان الكلام ليس
بخمس ولا ست ولكنها كلمتان قال فنظر إلى قال قلت هضم أو قصاص قال فعقد ثلاثين وقال قالون ارأيتم ما عددتم فهو تحت قدمى هاتين - (1) باب ما جاء في قتال الضرب الاول من اهل الردة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشافعي رحمه الله هم قوم كفروا بعد اسلامهم مثل طليحة ومسيلمة والعنسي واصحابهم
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا احمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما انا نائم إذ اتيت بخزائن الارض فوضع في يدى سوارين من ذهب فكبرا على وأهماني فأوحى إلى ان انفخهما فنفختهما فذهبا فأولتهما الكذابين اللذين انا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة - رواه البخاري في الصحيح عن اسحاق بن نصر ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق بن يسار قال اول ردة كانت في العرب مسيلمة باليمامة في بنى حنيفة والاسود بن كعب العنسى باليمن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج طليحة بن خويلد الاسدي في بنى اسد يدعى النبوة يسجع لهم
- (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبى منيع ثنا جدى عن الزهري قال لما استخلف الله ابا بكر رضى الله عنه وارتد من ارتد من العرب عن الاسلام خرج أبو بكر غازيا حتى إذا بلغ نقعا من نحو البقيع خاف على المدينة فرجع وامر خالد بن الوليد بن المغيرة سيف الله وندب معه الناس وامره ان يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتد منهم عن الاسلام ثم يسير إلى اليمامة فيقاتل مسيلمة الكذاب فسار خالد بن الوليد فقاتل
__________
(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الخامس والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد (*)

الصفحة 175