كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

ابن عطاء أنبأ سعيد هو ابن أبى عروبة عن قتادة في قوله عز وجل (يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي
الله بقوم يحبهم ويحبونه) الآية كلها قال نزلت هذه الآية وقد علم الله انه سيرتد مرتدون من الناس فلما قبض الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد الناس عن الاسلام الا ثلاثه مساجد اهل المدينة واهل مكة واهل جواثا من اهل البحرين من عبد القيس وقالت العرب اما الصلاة فنصلى واما الزكاة فوالله لا نغصب اموالنا فكلم أبو بكر رضى الله عنه ان يتجاوز عنهم وتجلى عنهم وقيل له انهم لو قد فقهوا لاعطوا الزكاة طائعين فأبى عليهم أبو بكر رضى الله عنه قال والله لا افرق بين شئ جمع الله بينه والله لو منعوني عناقا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه فبعث الله عليهم عصائب فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اقروا بالماعون وهى الزكاة المفروضة ثم ان وفد العرب قدموا عليه فخيرهم بين خطة مخزية أو حرب مجلية فاختاروا الخطة وكانت اهون عليهم ان يشهدوا ان قتلاهم في النار وقتلى المسلمين في الجنة وما اصاب المسلمون من اموالهم فهو حلال وما اصابوا من المسلمين ردوه عليهم
- (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن ابا بكر الصديق رضى الله عنه كان جهز بعد النبي صلى الله عليه وسلم جيوشا على بعضها شرحبيل ابن حسنة ويزيد بن أبى سفيان وعمرو بن العاص فساروا حتى نزلوا الشام فجمعت لهم الروم جموعا عظيمة فحدث أبو بكر رضى الله عنه بذلك فارسل إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق أو كتب ان انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد اخوانك بالشام والعجل العجل فأقبل خالد مغذا جوادا فاشتق الارض بمن معه حتى خرج إلى ضمير فوجد المسلمين معسكرين بالجابيه وتسامع الاعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له ففى ذلك يقول قائلهم - الا يا اصبحينا قبل خيل أبى بكر * لعل منايانا قريب وما ندرى وفى رواية الشافعي رحمه الله في المبسوط الا فاصبحينا قبل نائرة الفجر * لعل منايانا قريب وما ندرى اطعنا رسول الله ما كان وسطنا * فيا عجبا ما بال ملك أبى بكر فان الذى سالوكم فمنعتم * لكالتمر أو احلى إليهم من التمر سنمنعهم ما كان فينا بقية * كرام على العزاء في ساعة العسر (وهذا فيما اجاز لى) أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبى العباس عن الربيع عن الشافعي فذكر هذه الابيات قال الشافعي قالوا لابي بكر رضى الله عنه بعد الاسار ما كفرنا بعد ايماننا ولكن شححنا على اموالنا (1) - باب لا يبدأ الخوارج بالقتال حتى يسألوا ما نقموا ثم يؤمروا بالعود ثم يؤذنوا بالحرب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن اسحاق حدثنى طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق قال كان أبو بكر رضى الله عنه يأمر امراءه حين كان يبعثهم في الردة إذا غشيتم دارا فان سمعتم بها اذانا بالصلاة فكفوا حتى تسألوهم ماذا نقموا فان لم تسمعوا اذانا فشنوها غارة واقتلوا وحرقوا وانهكوا في القتل والجراح لا يرى بكم وهن لموت نبيكم صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السابع والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين ايده الله تعالى في السابع والعشرين ولله الحمد - (*)

الصفحة 178