كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

بألطف الكلام واظنه قال فان هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة فلم نزل وقوفا حتى تعالى النهار حتى نادى القوم باجمعهم يا ثارات عثمان رضى الله عنه فنادى على رضى الله عنه محمد ابن الحنفية وهو امامنا ومعه اللواء فقال يا بن الحنفيه ما يقولون فأقبل علينا محمد بن الحنفية فقال يا امير المؤمنين يا ثارات عثمان فرفع على رضى الله عنه يديه فقال اللهم كب اليوم قتلة عثمان لوجوههم
- (أخبرنا) أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفى ثنا أبو الحسن على بن محمد بن الزبير القرشى ثنا الحسن بن على ابن عفان ثنا زيد بن الحباب حدثنى جعفر بن ابراهيم من ولد عبد الله بن جعفر ذى الجناحين حدثنى محمد بن عمر بن على بن أبى طالب ان عليا رضى الله عنه لم يقاتل اهل الجمل حتى دعا الناس ثلاثا حتى إذا كان اليوم الثالث دخل عليه الحسن والحسين و عبد الله به جعفر رضى الله عنهم فقالوا قد أكثروا فينا الجراح فقال يا بن اخى والله ما جهلت شيئا من امرهم الا ما كانوا فيه وقال صب لى ماء فصب له ماء فتوضأ به ثم صلى ركعتين حتى إذا فرغ رفع يديه ودعا ربه وقال لهم ان ظهرتم على القوم فلا تطلبوا مدبرا ولا تجيزوا على جريح وانظروا ما حضرت به الحرب من آيته (1) فاقبضوه وما كان سوى ذلك فهو لورثته
(قال رحمه الله) هذا منقطع والصحيح انه لم يأخذ شيئا ولم يسلب قتيلا
- (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن على بن عفان العامري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ أبو ميمونة عن أبى بشير الشيباني في قصة حرب الجمل قال فاجتمعوا بالبصرة فقال على رضى الله عنه من يأخذ المصحف ثم يقول لهم ماذا تنقمون تريقون دماءنا ودماءكم فقال رجل انا يا امير المؤمنين فقال انك مقتول قال لا ابالى قال خذ المصحف قال فذهب إليهم فقتلوه ثم قال من الغد مثل ما قال بالامس فقال رجل انا قال انك مقتول كما قتل صاحبك قال لا ابالى قال فذهب فقتل ثم قتل آخر كل يوم واحد فقال على رضى الله عنه قد حل لكم قتالهم الآن قال فبرز هؤلاء وهؤلاء فاقتتلوا قتالا شديدا - وذكر الحديث قال أبو بشير فرد عليهم ما كان في العسكر حتى القدر - (2) باب اهل البغى إذا فاؤا لم يتبع مدبرهم ولم يقتل اسيرهم ولم يجهز على جريحهم ولم يستمتع بشئ من اموالهم (في ما اجاز لى) أبو عبد الله الحافظ روايته عنه ثنا أبو العباس ثنا الربيع أنبأ الشافعي واظنه عن ابراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده على بن الحسين قال دخلت على مروان بن الحكم فقال ما رأيت احدا اكرم غلبة من ابيك ما هو الا ان ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح (قال الشافعي) رحمه الله ذكرت هذا الحديث للدراوردى فقال ما احفظه تعجب لحفظه هكذا ذكره جعفر بهذا الاسناد قال الدراوردى
(أخبرنا) جعفر عن ابيه ان عليا رضى الله عنه كان لا يأخذ سلبا وانه كان يباشر القتال بنفسه وانه كان لا يذفف على جريح ولا يقتل مدبرا
- (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبى شيبة ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن ابيه قال أمر على رضى الله عنه مناديه فنادى يوم البصرة لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ولا يقتل اسير ومن اغلق بابه فهو آمن ومن القى سلاحه فهو آمن ولم يأخذ من متاعهم شيئا
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ثنا على بن حجر ثنا شريك عن السدى عن يزيد بن ضبيعة العبسى قال نادى منادى عمارا وقال على يوم الجمل وقد ولى الناس الا لا يذاف على جريح ولا يقتل مولى ومن القى السلاح فهو آمن فشق علينا ذلك
- (أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى بن الفضل قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان
__________
(1) كذا وفى مص - آنية (2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد - (*)

الصفحة 181