كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

وتدون قتلانا ولا ندى قتلاكم فاختاروا سلما مخزية (وقد روينا) في هذه القصة ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه رأى ان لا يدوا قتلانا وقال قتلانا قتلوا على امر الله فلا ديات لهم وذلك برد في باب قتال اهل الردة ان شاء الله عز وجل (1)
- باب القوم يظهرون رأى الخوارج لم يحل به قتالهم (قال الشافعي) رحمه الله بلغنا ان عليا رضى الله عنه بينما هو يخطب إذ سمع تحكيما من ناحية المسجد لا حكم الا لله فقال على بن أبى طالب رضى الله عنه لا حكم الا لله كلمة حق اريد بها باطل لكم علينا ثلاث لا نمنعكم مساجد الله ان تذكروا فيها اسم الله ولا نمنعكم الفئ ما كانت ايديكم مع ايدينا ولا نبدؤكم بقتال - (أنبأني) أبو عبد الله الحافظ اجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر هو ابن أبى شيبة ثنا ابن نمير عن الاجلح عن سلمة بن كهيل عن كثير بن نمر قال بينا انا في الجمعة وعلى رضى الله عنه على المنبر إذ قام رجل فقال لا حكم الا لله ثم قام آخر فقال لا حكم الا لله ثم قاموا من نواحى المسجد فأشار إليهم على رضى الله عنه بيده اجلسوا نعم لا حكم الا لله كلمة يبتغى بها باطل حكم الله ننظر فيكم ، الا ان لكم عندي ثلاث خصال ما كنتم معنا لا نمنعكم مساجد الله ان تذكروا فيها اسم الله ولا نمنعكم فيئا ما كانت ايديكم مع ايدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلوا ثم اخذ في خطبته (وروى) بعض معناه من وجه آخر عن عبيد الله بن أبى رافع عن على رضى الله عنه
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا ابراهيم بن بكر المروزى ثنا عفان ثنا شعبة عن أبى اسحاق عن عاصم بن ضمرة قال سمع على رضى الله عنه قوما يقولون لا حكم الا لله قال نعم لا حكم الا لله ولكن لا بد للناس من امير بر أو فاجر يعمل فيه المؤمن ويستمتع فيه الكافر ويبلغ الله فيها الاجل
- (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثنى حرملة أنبأ ابن وهب حدثنى الليث عن عقيل عن ابن شهاب ان عمر بن عبد العزيز أخبره ان الوليد بن عبد الملك ارسل إليه فقال ما تقول فيمن يسب الخلفاء أترى ان يقتل قال فسكت فانتهرني وقال مالك لا تكلم فسكت فعاد لمثلها فقلت أقتل يا امير المؤ منين قال لا ولكنه سب الخلفاء قال فقلت فانى ارى ان ينكل فيما انتهك من حرمة الخلفاء
- (أخبرنا) أبو سعيد بن أبى عمرو ثنا أبو العباس الاصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني خالد بن حميد المهرى عن عمر مولى غفرة ان عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب كان على الكوفة في عهد عمر بن عبد العزيز فكتب إلى عمر إنى وجدت رجلا بالكناسة سوق من اسواق الكوفة يسبك وقد قامت عليه البينة فهممت بقتله أو بقطع يده أو لسانه أو جلده
ثم بدا لى ان اراجعك فيه فكتب إليه عمر بن عبد العزيز سلام عليك اما بعد والذى نفسي بيده لو قتلته لقتلتك به ولو قطعته لقطعتك به ولو جلدته لاقدته منك فإذا جاء كتابي هذا فاخرج به إلى الكناسة فسب الذى سبنى أو اعف عنه فان ذلك احب إلى فانه لا يحل قتل امرئ مسلم بسب احد من الناس الا رجل سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حل دمه
- باب الخوارج يعتزلون جماعة الناس ويقتلون واليهم من جهة الإمام العادل قبل ان ينصبوا اماما ويعتقدوا ويظهروا حكما مخالفا لحكمه كان في ذلك عليهم القصاص
(أخبرنا) أبو بكر احمد بن محمد بن الحارث الفقيه الاصبهاني أنبأ على بن عمر الحافظ أنبأ ابن مبشر ثنا محمد بن عبادة ثنا يزيد بن
__________
(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد - (*)

الصفحة 184