كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 8)

رضى الله عنه أخصم انت ام شهيد قال بل شهيد قال فقد اديت الشهادة فصمت الجارود حتى غدا على عمر فقال اقم على هذا حدالله فقال عمر رضى الله عنه ما اراك الا خصما وما شهد معك الارجل فقال الجارود انى انشدك الله فقال عمر لتمسكن
نسانك أو لاسوءنك فقال أبو هريرة ان كنت تشك في شهادتنا فارسل إلى ابنة الوليد فاسألها وهى امرأة قدامة فارسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها فاقامت الشهادة على زوجها فقال عمر لقدامة انى حادك فقال لو شربت كما يقولون ما كان لكم تجلدوني فقال عمر رضى الله عنه لم قال قدامة قال الله عز وجل (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) الاية قال عمر رضى الله عنه اخطأت التأويل ان اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله عليك قال ثم اقبل عمر رضى الله عنه على الناس فقال ماذا ترون في جلد قدامة قالوا لا نرى ان تجلده ما كان مريضا فسكت عن ذلك اياما ثم اصبح يوما وقد عزم على جلده فقال لا صحابه ما ترون في جلد قدامة فقال القوم ما نرى ان تجلده مادام وجعا فقال عمر رضى الله عنه لان يلقى الله عز وجل تحت السياط احب إلى من ان يلقاه وهو في عنقي ائتونى بسوط تام فامر عمر رضى الله عنه بقدامة فجلد فغاضب عمر رضى الله عنه قدامة فهجره فحج وحج قدامة معه مغاضياله فلما قفلا من حجهما ونزل عمر بالسقيا ؟ واستيقظ عمر من نومه فقال عجلوا على بقدامة فأتوني به فوالله انى لارى ان آتيا اتانى فقال سالم قدامة فانى (1) اخوك فعجلوا إلى به فلما اتوه أبى ان يأتي فأمر به عمر رضى الله عنه ان أبى ان يجر إليه حتى كلمه واستغفرله وكان ذلك اول صلحهما - في ابتداء هذه القصة مادل على ان عمر رضى الله عنه توقف في قبول شهادتهما حيث لم يجتمعا على شربه وحين حده يحتمل ان يكون ثبت عنده شربه باقراره أو شهادة آخر على شربه مع الجارود - (فقد أخبرنا) أبو منصور عبدالقاهر بن طاهر البغدادي الإمام وأبو نصر بن قتادة وأبو القاسم عبد الرحمن بن على بن حمدان الفارسى قالوا أنبأ أبو عمر وبن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا الانصاري حدثنى ابن عون عن محمد هو ابن سيرين ان الجارود لما قدم على عمر رضى الله عنه - فذكر الحديث قال فقال يا امير المؤمنين استعملت علينا من يشرب الخمر قال ومن شهودك قال أبو هريرة قال ختنك ختنك قال الانصاري وكانت اخت الجارود تحت أبى هريرة قال اما والله لا وجعن متنه بالسوط قال فقال له ما ذاك في الحق ان يشرب ختنك وتجلد ختنى قال ومن قال علقمة فشهد واعنده فأمر بجلده وقال ما حابيت في امارتي احدا منذوليت غيره فما بورك لى فيه اذهبوا فاجلدوه
- (أخبرنا) أبو على الروذبارى أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد وموسى بن اسمعيل المعنى قالا ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا عبد الله الداناج حدثنى حضين بن المنذر الرقاشى وهو أبو ساسان قال شهدت عثمان بن عفان رضى الله عنه واتى بالوليد بن عقبة فشهد عليه حمران ورجل آخر فشهد احدهما انه رآه شربها يعنى الخمر وشهد الآخر أنه رآه يتقيأها فقال عثمان رضى الله عنه انه لم يتقياها حتى شربها فقال لعلى رضى الله عنه اقم عليه الحد فقال على للحسن رضى الله عنهما اقم عليه الحد
فقال ول حارها من تولى قارها فقال على رضى الله عنه لعبدالله بن جعفر اقم عليه الحد قال فأخذ السوط فجلده وعلى رضى الله عنه يعد فلما بلغ اربعين قال حسبك جلد النبي صلى الله عليه وسلم اربعين احسبه قال وجلد أبو بكر رضى الله عنه اربعين وعمر رضى الله عنه ثمانين وكل سنة وهذا احب إلى - اخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد العزيز وهذا لا اعلم له تأويلا يصح غير أنه قبل الشهادة عليه هكذا ومن يخالفه يقول لم تجتمع شهادتهما على شربه وقد يكره على الشرب فيتقيأها (قال الشافعي) في نظير هذه المسألة ومغيب المعنى لا يحدفيه احد ولا يعاقب انما يعاقب الناس على اليقين - وقد رواه سعيد ابن أبى عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين أبى ساسان قال ركب نفر منهم فأتوا عثمان بن عفان رضى الله عنه فأخبروه بما صنع الوليد فقال عثمان لعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما دونك ابن عمك فاجلده - (أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا يحيى بن أبى طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد - فذكره اخرجه مسلم في الصحيح من حديث سعيد -
__________
(1) كذا (*)

الصفحة 316