كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 8)

وقال أحمد بن حنبل في " مسنده " (¬1): حدثنا يزيد -يعني ابن هارون- أخبرنا عبد الملك بن قدامة الجُمحي، عن إسحاق (¬2) بن أبي الفرات، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. " إن للمنافقين علاماتٍ يُعرفون بها: تحيتهم لعنةٌ، وطعامهم نُهبة (¬3)، وغنيمتهم (¬4) غلولٌ، ولا يقربون المساجد إلاَّ هجراً، ولا يأتون الصلاة إلاَّ دبراً مستكبرين، ولا يألفون ولا يؤلفون، خُشُبٌ بالليل صُخُبٌ بالنهار ".
ومن ذلك الحديث الوارد في صفة صلاة المنافق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تلك صلاة المنافقين يجلس [أحدهم] يرقب الشمس، حتَّى إذا كانت بين قرني الشيطان (¬5) قام، فنقرها أربعاً لا يذكر الله فيها إلاَّ قليلاً " رواه مسلم (¬6) من حديث أنس، ففي هذا مع قوله: " من أدرك ركعةً من العصر، فقد أدرك العصر " متفق عليه (¬7)، دلالة على أن المداومة على بعض الأفعال ونحو ذلك من الأمور
¬__________
(¬1) 2/ 293، ورواه أيضاً البزار (85)، وإسناده ضعيف لضعف عبد الملك بن قدامة الجمحي، وجهالة إسحاق بن أبي الفرات. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ بهذا الإسناد، وإسحاق بن بكر لا نعلم حدث عنه إلاَّ عبد الملك. وقال الهيثمي في " المجمع " 1/ 102: رواه أحمد والبزار، وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.
(¬2) في (ش): " ابن إسحاق "، وهو خطأ.
(¬3) تحرفت في الأصول إلى " نهمة ".
(¬4) في (ش) و (ف): " وغنمتهم "، وهو تحريف.
(¬5) في (د) و (ف): " الشمس "، وهو خطأ.
(¬6) رقم (622)، ورواه أحمد 3/ 149 و185، ومالك 1/ 221، وأبو داود (413)، والترمذي (160)، والنسائي 1/ 254، وانظر ابن حبان (259) - (263).
(¬7) أخرجه من حديث أبي هريرة مالك 1/ 6، والشافعي 1/ 50، وأحمد 2/ 462، والبخاري (579)، ومسلم (608)، والترمذي (186)، والنسائي 1/ 257، وابن حبان (1484) و (1582) و (1585) و (1557).

الصفحة 112