كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 8)

في التشيع، وقد قال الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب من " الميزان " (¬1): إن الغلو في التشيع عبارة عن تكفير الشيخين: أبي بكر وعمر وسبهما.
فتوثيق العجلي لبعض غلاة الشيعة يدل على أنه يوثق الصدوق، وإن كان عنده صاحب بدعةٍ ومعصيةٍ، وقد مرَّ لي ذلك (¬2) في مواضع.
منها في ترجمة مندل بن علي العنبري الكوفي (¬3)، ضعَّفه أحمد بن حنبل، وقال العجلي (¬4): جائز الحديث يتشيع.
ومنها ترجمة تليد بن سليمان في " التهذيب " (¬5): قال العجلي (¬6) وأحمد: لا بأس به، وقد صح عنه شتم أبي بكر وعمرو عثمان، والرفض، وضعَّفه الشيعة (¬7)، قال ابن معين: غير ثقةٍ، وقال: ليس بشيءٍ، وقال النسائي -على تشيعه-: ليس بالقوي. وقال العجلي فيه (¬8): تابعي ثقة.
وهو دليل أن العجلي يعني بالثقة: الصدوق في روايته، لا الصالح في دينه عنده، فإن الغلاة في عرفهم من يكفر الخلفاء (¬9) الثلاثة، أو يسبهم أدنى الأحوال، وليس فيمن يفعل ذلك عند العجلي خيرٌ قطعاً، فلو دل توثيقه عمر بن سعدٍ على بُغض علي عليه السلام وأهله، لدل توثيقه حَبَّة العُرني (¬10) على
¬__________
(¬1) 1/ 6.
(¬2) في (ش): " في ذلك ".
(¬3) " الميزان " 4/ 180، و" التهذيب " 10/ 265.
(¬4) " الثقات " ص 439.
(¬5) " تهذيب الكمال " 4/ 321 - 322، و" تهذيب التهذيب " 1/ 447.
(¬6) ص 88.
(¬7) " تهذيب الكمال " 5/ 351 - 354.
(¬8) " الثقات " ص 105.
(¬9) سقطت من (ش).
(¬10) تصحفت في (ش) إلى: " القرني ".

الصفحة 27