كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 8)

السلام وأنه بلغ (¬1) في النكارة إلى شأوٍ جاوز الحد في ارتكاب الكبائر، هذا مع أن ابن حزمٍ موصومٌ بالتَّعصب لبني أمية، وهذا لفظ ابن حزمٍ في آخر " السيرة النبوية " التي صنَّفها، وذكر في آخرها أسماء الخلفاء، ونبذاً من أخبارهم.
فقال في يزيد بن معاوية ما لفظه: بويع يزيد بن معاوية (¬2) إذ مات أبوه، وامتنع من بيعته الحسين بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، فأمَّا الحسين رضي الله عنه، فنهض إلى الكوفة، فقُتِل قبل دخولها، وهي ثانية (¬3) مصائب الإسلام وخرومه، ولأن المسلمين استضيموا في قتله ظلماً علانية.
وأما عبد الله بن الزبير بن العوَّام، فاستجار بمكة، فبقي هنالك (¬4) إلى أن أغزى يزيد الجيوش إلى المدينة، حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإلى مكة حرم الله عز وجل، فقتل بقايا المهاجرين والأنصار يوم الحرة، وهي ثالثة (¬5) مصائب الإسلام وخرومه، لأن أفاضل الصحابة (¬6)، وبقية الصحابة رضي الله عنهم (¬7)، وخيار التابعين (¬8) قُتِلَوا جهراً ظلماً في الحرب وصبراً، وجالت الخيل في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وراثت وبالت في الروضة بين القبر والمنبر، ولم تصل جماعة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الأيام (¬9)، ولا كان فيه أحدٌ حاشا سعيد بن المسيب، فإنه لم يفارق المسجد، ولولا شهادة عمرو بن عثمان بن عفان،
¬__________
(¬1) في (ش): " أبلغ ".
(¬2) قوله: " ابن معاوية " سقط من (ش).
(¬3) في " جوامع السيرة " وهو ثالثة مصائب الإسلام بعد أمير المؤمنين عثمان، أو رابعها بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(¬4) قوله: " فبقي هنالك " سقط من (ف).
(¬5) عند ابن حزم: وهي أيضاً أكبر مصائب الإسلام ...
(¬6) عند ابن حزم: المسلمين.
(¬7) عبارة: " وبقية الصحابة رضي الله عنهم " سقطت من (ش).
(¬8) عند ابن حزم: وخيار المسلمين من جلة التابعين.
(¬9) في (ش): في " تلك الأيام "، والعبارة غير موجودة في المطبوع من " جوامع السيرة ".

الصفحة 37