كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 8)

اللاعِبُ بالنرد، المتصيِّد بالفُهود، ومدمن الخمر، وشعره في الخمر معلومٌ، ومنه قوله:
أقول لِصَحْبٍ ضمَّتِ الكأس شملهم ... وداعي صبابات الهوى يَتَرَنَّمُ
خذوا بِنَصيبٍ من نعيمٍ ولذةٍ ... فكل وإن طال المدى يَتَصَرَّم
وكتب فصلاً طويلاً، ثم قلب الورقة وكتب: لو مُدِدت ببياضٍ، لمددت (¬1) العنان في مخازي هذا الرجل، وكتب فلان بن فلانٍ.
انتهى كلام إلكيا. وفيه ما ترى من النقل الصريح عن أهل المذاهب الأربعة (¬2) فيه، فأما الشافعية، فقد بيَّن أن قولهم فيه واحدٌ، تصريحٌ غير تلويح.
وأما سائر أهل (¬3) المذاهب الأربعة (¬4)، فلكلٍّ منهم قولان تصريحٌ وتلويح، وإنما لوحوا بذمه وتضليله في بعض الأحوال، ولم يُصرِّحوا في جميعها تَقيَّةً من الظلمة، ولهذا صرحوا كلهم بتضليله في بعض الأحوال، وفي هذا أكبر دليلٍ على فضلهم وورعهم، لأنهم حين خافوا، لوَّحوا (¬5) بتضليله، ولم يترخصوا بالخوف، فيصرِّحوا بالثناء عليه تقية، ولا تجاسروا على ذلك، حتى مع الخوف المبيح لكلمة الكفر تقية.
وقد قال علي عليه السلام عند الإكراه: فأما السب، فسبوني، فإنه لكم نجاة ولي زكاة، وأما البراءة، فلا تبرؤوا مني، فإني ولدت على الفطرة.
وقد ذكر الذهبي في ترجمة عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس
¬__________
(¬1) في (ش): " لمدت ".
(¬2) شطح قلم ناسخ نسخة (ش)، فكتب: " أهل البيت عليهم السلام المذاهب الأربعة ".
(¬3) " أهل " ساقطة من (ش).
(¬4) " الأربعة " ساقطة من (ف).
(¬5) في (ف): " لمحوا ".

الصفحة 40