كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 8)

قلت: قد صح أنه لا يغفِرُ على معنى إبطال حقِّ المظلوم، ولكن على معنى إرضاء المظلوم عن خصمه، ولفظ الحديث دالٌّ على ذلك.
وروى المنذري (¬1) حديث أنسٍ الآخر، وقال: رواه أبو يعلى في " مسنده " (¬2) وسكت عليه المنذري.
ثم رواه من طريقٍ رابعةٍ بلفظ (¬3): " عن " الذي تقدم شرطه فيه من طريق عبادة بن الصامت، وقال: رواته مُحتج بهم في الصحيح إلاَّ أن فيهم رجلاً غير مسمَّى (¬4).
وروى في الباب (¬5) من حديث جابرٍ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن الله تعالى أنه يقول لملائكته: " انظروا إلى عبادي، أتوني شُعْثَاً غُبْرَاً ضاحِين، أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غفرتُ لهم، فتقول الملائكة: إن فيهم فلاناً مُرَهَّقَاً وفلاناً، فيقول الله: غفرت لهم ".
قال المنذري: المُرَهق: الذي يغشى المحارم، ويرتكب المفاسد.
رواه البيهقي وابن خزيمة في " صحيحه " بنحوه، واللفظ للبيهقي (¬6).
¬__________
(¬1) في " الترغيب والترهيب " 2/ 202.
(¬2) أخرجه أبو يعلى (1351)، وذكره الهيثمي في " المجمع " 3/ 257، وقال: فيه صالح المري، وهو ضعيف، قلت: وفيه يزيد الرقاشي، وهو ضعيف أيضاً.
وأورده السيوطي في " الجامع الكبير " 164/ 1، ونسبه إلى الخطيب البغدادي في " المتفق والمفترق "، وقال: ضعيف.
(¬3) " بلفظ " ساقطة من (ف).
(¬4) " الترغيب والترهيب " 2/ 201 - 202، والحديث رواه الطبراني في " الكبير "، وابن الجوزي في " الموضوعات " 2/ 215 - 216، وأورده الهيثمي في " المجمع " 3/ 256 - 257، وقال: رواه الطبراني في " الكبير " وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(¬5) " الترغيب والترهيب " 2/ 201.
(¬6) حديث صحيح وأخرجه أيضاً ابن حبان (3853)، وانظر تمام تخريجه فيه.

الصفحة 405