كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 8)
ذكره في أبواب الجنة في باب أدنى أهل الجنة منزلة.
ويعضُدُ هذا مفهوم قوله تعالى بعد تحريم الربا: {واتقوا النارَ التي أُعِدَّتْ للكافرين} [آل عمران: 131]، فلا بد من فرقٍ بينهم.
فإذا تقرَّر هذا بالنصوص (¬1) الصِّحاح لم يزل أئمة الإسلام يتداولونها من غير نكيرٍ، لم يتعذر الجمع بين الأحاديث بهذا:
إما على جهة الخصوص بتلك البشارات بأن المراد (¬2) سلامتهم من عذابها الهائل المتصور (¬3) مع بقاء الحياة، لا الموت، عند أول مُلاقاتها التي جرت عاداتُ الصابرين في الدنيا بتحمل مثل (¬4) مشقَّته، كضمَّة اللَّحد في قدرة الله تعالى من تهوينه على من يشاء ما لا يعلمُهُ سواه، ويعتضد بحديث: " لم تمسه النار إلاَّ تَحِلَّةَ القسم " متفق على صحته من حديث أبي هريرة (¬5)، ويشهدُ له حديث الواقديِّ محمد بن عمر -العلامة البحر- على ضعفه بسنده عن (¬6) أبي بكرٍ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إنما حرُّ جهنم على أمتي كحرِّ الحَمَّام " ذكره الذهبي في ترجمته في " الميزان " (¬7)، ورواه الهيثمي في " مجمع الزوائد " (¬8) من طريق الواقدي وعزاه إلى الطبراني في " الأوسط ".
ومع تضعيف الأكثرين للواقدي حتى قال الذهبي: إنه استقر الإجماع على وهنه، فقد حكى الذهبي توثيقه عن جماعة: ابن إسحاق، ومصعبٌ، ومعن القزاز، ويزيد بن هارون، وأبو عبيد، وإبراهيم الحربي.
¬__________
(¬1) في (ش). " في النصوص ".
(¬2) في (ف): " بالمراد ".
(¬3) في (ش). " المنصوص ".
(¬4) " مثل " ساقطة من (ش).
(¬5) تقدم تخريجه في هذا الجزء.
(¬6) في (ف): " إلى ".
(¬7) 3/ 664.
(¬8) 10/ 360، وقال: فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو ضعيف جداً. قلت: وفيه أيضاً محمد بن عبد الرحمن بن مجبر بن رَيْسَان اتهمه ابن عدي، وكذبه الخطيب، وباقي رجال السند بين مجهول ومتروك.