كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 8)

النحوي في " تذكرته " وهذا خلاصة مذهب القوم، وهو شبيهٌ بالشفاعة في الآخرة لأهل الذنوب مع كراهتها عند وقوعها ووجوب النهي والحرب على (¬1) بعضها.
قال الذهبي (¬2): وروى الخطيب (¬3) عن ابن (¬4) المظفر الحافظ، عن محمد بن جرير، قال: سمعت عباداً يقول: من لم يبرأ في صلاته كل يوم (¬5) من أعداء آل محمد، حشر معهم.
قال الذهبي: فقد عادى آل علي آل العباس (¬6)، والطائفتان آل محمدٍ قطعاً، فممن نبرأ؟! (¬7) بل نستغفر للطائفتين، ونبرأ من عدوان المعتدين، كما تبرَّأ النبي - صلى الله عليه وسلم - مما (¬8) فعل خالد لما أسرع في قتل بني جُذَيْمَة (¬9)، ومع ذلك،
¬__________
(¬1) في (ف): " عن ".
(¬2) في " ميزان الاعتدال " 2/ 379 - 380.
(¬3) هذا وهم من المصنف رحمه الله، فالذي ذكره الخطيب عن ابن المظفر حكاية أخرى نقلها عنه الذهبي في " الميزان ".
وأما هذا النص، فقد ذكره بإثر تلك الحكاية؛ فقال: محمد بن جرير، أي: روى محمد بن جرير.
(¬4) تحرف في (ش) إلى: " أبي ".
(¬5) " كل يوم " ساقطة من (ش).
(¬6) في (ش): تعادى آل علي وآل العباس.
(¬7) في " الميزان ": " نتبرأ ".
(¬8) في (ش): " فيما "، وهو تحريف.
(¬9) أخرج عبد الرزاق (9434)، ومن طريقه أحمد 2/ 150 - 151، والبخاري (4339) و (7189)، والنسائي 8/ 237، وابن حبان (4749)، والبيهقي 9/ 115 عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خالد بن الوليد إلى جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يُحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، وجعلوا يقولون. صبأنا صبأنا، وجعل خالد يأخذهم أسراً وقتلاً، ودفع إلى كل رجل منهم أسيراً، حتى كان يوماً، فقال خالد: ليقتل كل رجل منكم أسيره، فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر له صنيع خالد، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه، وقال: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ".

الصفحة 69