كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك (اسم الجزء: 8)

أبو جعفر بكر بن عيسى بن أحمد
المعروف بالكندي، الفقيه الناسك. جياني. وسكن في الفتنة الأخيرة قرطبة، أخرجته عن بلده المخافة، فلزمها ملتزماً مسجدها بالنهار للإقراء ومنزله بالليل للعمل الصالح، لا يخوض في شيء من أمر الفتنة ولا يخالطه الناس جملة. قال ابن حيان: كان على تحققه بعلم القرآن والسنة، عالماً بالعربية بصيراً بالنحو مشاركاً في الأدب، له حظ من الطب في الناس دون ثواب، وتظهر المنفعة به، أجمع الناس على عدم نظيره في وقته، وانتفع به أصحابه، تفقه عنده جماعة، منهم: ابن بنته أبو الحسن ابن حمدين وأبو جعفر ابن رزق، وأبو الأصبغ بن سهل وغيرهم من شيوخ شيوخنا، وكان شديداً عليهم يأخذهم بالأدب والزجر، وربما أمر من يمسك له من يتهمه من طلابه بأمر لو يتخيل فيه تعطيل قراءة واشتغالاً بفضول، فيوجعه أدباً، ويحتمل له ذلك، فانتهوا به.

الصفحة 149