كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 8)
الوعيد، فإنهم أجلّ وأعلم من أن يفهموا ذلك، والسلف يعبرون بالنوع، ويريدون الجنس العام.
ومن لم يمارس العلوم، ولم يتخرج على حملة العلم وأهل الفقه عن الله، وتخبط في العلوم برأيه، فلا عجب من خفاء هذه المباحث عليه، وعدم الاهتداء لتلك المسالك، التي لا يعرفها إلا من مارس الصناعة، وعرف ما في تلك البضاعة. وهذا الرجل من أجهل الناس بالضروريات، فكيف بغيرها من حقائق العلم، ودقائقه؟ وليتهم - أعني هذا وأمثاله - اقتصروا على مجرد الإقامة، ولم يصدر منهم ما اشتهر وذاع، من الموالاة الصريحة، وإيثار الحياة الدنيا، على محبة الله ورسوله، وما أمر به وأوجبه من توحيده، والبراءة ممن أعرض عنه، وعدل به غيره، وسوى به سواه.
وتأمل كلام شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، على هذه الآية، فإنه أفاد وأجاد، وتأمل ما ذكره الفقهاء في حكم الهجرة، واستدلالهم بهذه الآية، على تحريم الإقامة بين ظهراني المشركين، لمن عجز عن إظهار دينه. فكيف بمن أظهر لهم الموافقة على بعض أمرهم، وعلى أنهم مسلمون من أهل القبلة المحمدية؟!
وصاحب هذا القول الذي شبه عليكم، ينزل درجة درجة: أول ذلك شراؤه المراتب الشرعية والأوقاف التي على أهل العلم، حتى صرفت له من غير استحقاق ولا