كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 8)

والطرائق، ونظرت بعين وغمضت الأخرى، ونكبت عما هو أولى بالإصابة والأحرى.
وأقبلت في تلك الأيام على الملإ المفتونين بخطوط العساكر التي وصلت إلى بلدتنا، وأنت تدري ما فيها من الصد عن سبيل الله، وهدم دينه، ومطردات أوليائه، والتنويه بذكر أعداء الله ورسوله، والدعوة إلى طاعتهم، والدخول تحت أمرهم، وتخويف المسلمين منهم؛ وقد صرح كثير من الناس بالدخول تحت أمرهم، وظهر الفرح والسرور من كثير ممن يدعي الإسلام.
وأنت أيها الرجل، ممن يتردد إلى هؤلاء المفتونين، ويأنس ببعضهم، ويصغي إلى شبهاتهم وجهالاتهم، ولم تلتفت إلى بحث ومحاقة، ولا استرشاد، كما هو الواجب لله عند تلك الفتنة والشبهات؛ لكنك غلبت جانب الهوى، وأكثرت تلك الأيام من مجالسة من يضر ولا ينفع، ولا يني من إغوائه ولا ينزع.
وقد جاء الأثر: أن من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة، فكيف بما هو أكبر من البدعة وأعظم؟ ولم يبلغني عنك تلك الأيام ما يسرني، من قيام لله ونصرة لدينه، اللهم إلا ما يجري على لسانك، من دعوى البراءة من الشرك وأهله، على سبيل الإجمال لا التفصيل؛ وقد علم الله أن العبرة بالحقائق، ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما

الصفحة 375