كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 8)

أحكي ما ظهر لي منك ذلك الوقت. وقد ظهر أثر ما ذكرنا، وعقوبة ما إليه أشرنا، بإقبالك واشتغالك بحبالة الشيطان، رسالة ابن عجلان، فطرت بها طيران من لا يلوي على أهل ولا صاحب، كأنها العهد الرباني، والوصية النبوية، واشتغلت بقراءتها وسماعها، مع جماعة من العوام والصبيان. وتلك الرسالة دهليز يفضي إلى استباحة موالاة المشركين، والاستنصار بهم على المسلمين، والحكم على أهل عصر شيخ الإسلام ابن تيمية، من أهل مصر والشام، بالشرك والمكفرات، وما فيها من أن جلب عباد الأصنام إلى بلاد الإسلام، والاستعانة بهم على من خرج عن الطاعة، ليس بذنب؛ ولولا أن حجاب الجهل والهوى، أكثف الحجب وأغلظها، لتبين شناعة ما فيها للناظرين من أول وهلة، وبمجرد الفطرة، شعراً:
أكل امرئ تحسبين امرءاً ... ونار توقد في الليل ناراً
ثم هنا مسألة أخرى، وداهية كبرى، دها بها الشيطان كثيراً من الناس، فصاروا يسعون فيما يفرق جماعة المسلمين، ويوجب الاختلاف في الدين، وما ذمه الكتاب المبين، ويقضي بالإخلاد إلى الأرض وترك الجهاد، ونصرة رب العالمين، ويفضي إلى منع الزكاة، ويشب نار الفتنة والضلالات؛ فتلطف الشيطان في إدخال هذه المكيدة،

الصفحة 377