كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 8)

ممن هلك كيف هلك، إنما العجب ممن نجا كيف نجا. قال الله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} [سورة البينة آية: 4] . والواجب على من رزقه الله علماً وحكمة، أن يبثه في الناس وينشره، لعل الله أن ينفع به، ويهدي على يديه من أدركته السعادة، وسبقت له الحسنى.
واعلم أن الإمام سعود، قد عزم على الغزو والجهاد، وكتبت لك خطاً، فيه الإلزام بوصول الوادي، وحث من فيه من المسلمين على الجهاد في سبيل الله، واستنقاذ بلاد المسلمين من أيدي أعداء الله المشركين. وقد بلغك ما صار من صاحب بريدة، وخروجه عن طاعة المسلمين، ودخوله تحت طاعة أعداء رب العالمين، ونبذ الإسلام وراء ظهره; كذلك حال البوادي والأعراب، استخفهم الشيطان وأطاعوه، وتركوا ما كانوا عليه من الانتساب إلى الإسلام.
فتوكل على الله، واحتسب خطواتك وكلماتك، وحركاتك وسكناتك، وشمر عن ساعد جدك واجتهادك؛ فقد اشتد الكرب، وتفاقم الهول والخطب، والله المستعان.
وقد عرفت القراء في زمانك، وأن أكثرهم قد راغ روغان الثعالب، فلا يؤمن على مثل هذه المقاصد والمطالب، والله سبحانه المسؤول، المرجو الإجابة، أن يمن علينا وعليك بالتوفيق والتسديد، وأن ينفع بك الإسلام

الصفحة 385