كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 8)
حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي طَالِبٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ بَكَّارٍ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ قَالَ: لَا §وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ تَفَكُّرٍ يَجْلِسُ لَيْلَهُ يَتَفَكَّرُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، , ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , ثنا بَعْضُ إِخْوَانِنَا , قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بنُ أَدْهَمَ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْنَا , فَقَالَ: «§اللهُمَّ لَا تُمْقَتْنَا» , وَأَطْرَقَ رَأْسَهُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ , فَقَالَ: إِنَّهُ إِذَا لَمْ يُمْقَتْنَا أَحَبَّنَا , ثُمَّ قَالَ: تَكَلَّمْنَا أَوْ نَطَقْنَا بِالْعَرَبِيَّةِ فَمَا نَكَادُ نُلْحِنُ , وَلَحَنَّا بِالْعَمَلِ فَمَا نَكَادُ نَعْرِبُ "
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ، مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشَّارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ عَنِ الْعِبَادَةِ، فَقَالَ: " §رَأْسُ الْعِبَادَةِ التَّفَكُّرِ وَالصَّمْتِ إِلَّا مِنْ ذَكْرِ اللهِ وَلَقَدْ بَلَغَنِي حَرْفٌ يَعْنِي عَنْ لُقْمَانَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: يَا لُقْمَانُ مَا بَلَغَ مِنْ حِكْمَتِكِ , قَالَ: لَا أَسْأَلُ عَمَّا قَدْ كُفِيتُ وَلَا أَتَكَلَّفُ مَا لَا يَعْنِينِي , ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ بَشَّارٍ إِنَّمَا يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَصْمُتَ أَوْ يَتَكَلَّمَ بِمَا يَنْتَفِعُ بِهِ أَوْ يَنْفَعُ بِهِ مِنْ مَوْعِظَةٍ أَوْ تَنْبِيهٍ أَوْ تَخْوِيفٍ أَوْ تَحْذِيرٍ وَاعْلَمْ أَنَّ إِذَا كَانَ لِلْكَلَامِ مَثَلٌ كَانَ أَوْضَحُ لِلْمَنْطِقِ وَأَبَيْنَ فِي الْمِقْيَاسِ وَأَلْقَى لِلْسَمْعِ وَأَوْسَعَ لِشُعُوبِ الْحَدِيثِ يَا ابْنَ بَشَّارٍ مَثِّلْ لِبَصَرِ قَلْبِكَ حُضُورَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَأَعْوَانِهِ لَقَبْضِ رُوحِكَ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ , وَمَثِّلْ لَهُ هَوْلَ الْمَطْلَعِ وَمُسَائَلَةَ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ وَمَثِّلْ لَهُ الْقِيَامَةَ وَأَهْوَالَهَا وَأَفْزَاعَهَا وَالْعَرْضَ وَالْحِسَابَ وَالْوُقُوفَ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ , ثُمَّ صَرَخَ صَرْخَةً وَقَعَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ "
أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْقُرَشِيُّ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَهُوَ بِالرَّمْلَةِ: أَنْ عِظْنِيَ، عِظَةً أَحْفَظُهَا عَنْكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «أَمَا بَعْدُ §فَإِنَّ الْحُزْنَ عَلَى الدُّنْيَا طَوِيلٌ , وَالْمَوْتُ مِنَ الْإِنْسَانِ قَرِيبٌ وَلِلْنَفْسِ مِنْهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ نَصِيبٌ وَلِلْبِلَى فِي جِسْمِهِ دَبِيبٌ , فَبَادِرْ بِالْعَمَلِ قَبْلَ أَنْ تُنَادَى بِالرَّحِيلِ وَاجْتَهَدْ -[18]- فِي الْعَمَلِ فِي دَارِ الْمَمَرِّ قَبْلَ أَنْ تَرْحَلَ إِلَى دَارِ الْمَقَرَّ»
الصفحة 17