كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 8)
أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يَزِيدَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ: «§أَشَدُّ الْجِهَادِ جِهَادُ الْهَوَى , مَنْ مَنَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا فَقَدِ اسْتَرَاحَ مِنَ الدُّنْيَا وَبَلَائِهَا وَكَانَ مَحْفُوظًا وَمُعَافًى مِنْ أذَاهَا»
أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ، عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , يَقُولُ: «§الْهَوَى يُرْدِي , وَخَوْفُ اللهِ يَشْفِي , وَاعْلَمْ أَنَّ مَا يُزِيلُ عَنْ قَلْبِكَ هَوَاكَ إِذَا خِفْتَ مَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ يَرَاكُ»
أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: " §اذْكُرْ مَا أَنْتَ صَائِرٌ إِلَيْهِ حَقَّ ذِكْرِهِ وَتَفَكَّرْ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمُرِكَ هَلْ تَثِقْ بِهِ وَتَرْجُو النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ رَبِّكِ فَإِنَّكَ إِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ شَغَلْتَ قَلْبِكَ بِالِاهْتِمَامِ بِطَرِيقِ النَّجَاةِ عَنْ طَرِيقِ اللَّاهِينَ الَآمِنِينَ الْمُطْمَئِنِّينَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا أَنْفُسَهُمْ هَوَاهَا فَأَوْقَعَتْهُمْ عَلَى طَرِيقِ هَلَكَاتِهِمْ لَا جَرَمَ سَوْفَ يَعْلَمُونَ وَسَوْفَ يَتَأَسَّفُونَ وَسَوْفَ يَنْدَمُونَ {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227]
أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ فَقَالَ خَالِدٌ: " يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَقْوَامًا غَرَّهُمْ سِتْرَ اللهِ , وَفَتَنَهُمْ حَسَنُ الثَّنَاءِ فَلَا يَغْلِبَنَّ جَهْلُ غَيْرِكَ بِكَ عِلْمَكَ بِنَفْسِكَ , أَعَاذَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ أَنْ نَكُونَ بِالسِّتْرِ مَغْرُورِينَ وَبِثَنَاءِ النَّاسِ مَسْرُورِينَ وَعَمَّا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْنَا مُتَخَلِّفِينَ وَمُقَصِّرِينَ وَإِلَى الْأَهْوَاءِ مَائِلِينَ. قَالَ: فَبَكَى. ثُمَّ قَالَ: «§أَعَاذَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ مِنَ اتِّبَاعِ الْهَوَى»
حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَوَادَةَ , ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرُوجِيُّ بِسَرُوجٍ , قَالَ: كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ: «أَمَّا بَعْدُ §فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي لَا تَحِلُّ مَعْصِيَتُهُ وَلَا يُرْجَى غَيْرُهُ , وَاتَّقِ اللهَ فَإِنَّهُ مَنِ -[19]- اتَّقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَزَّ وَقَوِيَ وَشَبِعَ وَرَوِيَ وَرُفِعَ عَقْلُهُ عَنِ الدُّنْيَا، فَبَدَنُهُ مَنْظُورٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِ الدُّنْيَا , وَقَلْبُهُ مُعَايِنٌ لِلْآخِرَةَ فَأَطْفَأَ بَصُرُ قَلْبِهِ مَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاهُ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا فَقَذُرَ حَرَامُهَا , وَجَانَبَ شَهَوَاتِهَا , وَأَضَرَّ بِالْحَلَالِ الصَّافِي مِنْهَا إِلَّا مَا لَابُدَ لَهُ مِنْ كِسْرَةٍ يَشُدُّ بِهَا صُلْبَهُ أَوْ ثَوْبٍ يوَارِي بِهِ عَوْرَتَهُ مِنْ أَغْلَظِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَخْشَنِهِ , لَيْسَ لَهُ ثِقَةٌ وَلَا رَجَاءٌ إِلَّا اللهَ , قَدْ رُفِعَتْ ثِقَتُهُ وَرَجَاؤهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَخْلُوقٍ وَوَقَعَتْ ثِقَتُهُ وَرَجَاؤُهُ عَلَى خَالِقِ الْأَشْيَاءِ فَجَدَّ وَهَزُلَ وَأَنْهَكَ بَدَنَهُ لِلَّهِ حَتَّى غَارَتِ الْعَيْنَانِ وَبَدَتِ الْأَضْلَاعُ وَأَبْدَلْهُ اللهُ تَعَالَى بِذَلِكَ زِيَادَةً فِي عَقْلِهِ وَقُوَّةً فِي قَلْبِهِ وَمَا ذَخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ فَارْفُضْ يَا أَخِي الدُّنْيَا فَإِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا يَصُمُ وَيعْمِي وَيذِلُّ الرِّقَابَ , وَلَا تَقُلْ غَدًا وَبَعْدَ غَدٍ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ بِإِقَامَتِهِمْ عَلَى الْأَمَانِيِّ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ بَغْتَةً وَهُمْ غَافِلُونَ فَنُقِلُوا عَلَى إِصْرَارِهِمْ إِلَى الْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ الضَّيَقَةِ وَأَسْلَمَهُمُ الْأَهلُونَ وَالْوَلَدُ , فَانْقَطِعْ إِلَى اللهِ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ وَعَزْمٍ لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ وَالسَّلَامُ»
الصفحة 18