كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 8)
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §رُئِيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ خَارِجًا مِنَ الْجَبَلِ فَقِيلَ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَ: «مِنَ الْأُنْسِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ»
أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فِي كِتَابِهِ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ، مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: اجْتَمَعْنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَسْجِدٍ فَمَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا تَكَلَّمَ إِلَّا إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فَإِنَّهُ سَاكِتٌ فَقُلْتُ: لِمَ لَا تَتَكَلَّمُ , فَقَالَ: قَالَ: " §الْكَلَامُ يُظْهِرُ حُمْقَ الْأَحْمَقِ وَعَقَلَ الْعَاقِلِ فَقُلْتُ: لَا نَتَكَلَّمُ إِذَا كَانَ هَكَذَا الْكَلَامُ فَقَالَ: إِذَا اغْتَمَمْتَ بِالسُّكُوتِ فَتَذَكَّرْ سَلَامَتَكَ مِنْ زَلَلِ اللِّسَانِ "
أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فِي كِتَابِهِ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , يَقُولُ: «§مَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ بِإِلَّاسْلَامِ فَأَخْرَجَكُمْ مِنَ الشَّقَاءِ إِلَى السَّعَادَةِ وَمَنَ الشِّدَّةِ إِلَى الرَّخَاءِ وَمَنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى الضِّيَاءِ فَشِبْتُمْ نِعَمَهُ عَلَيْكُمْ بِالْكُفْرَانٍ وَمَرَّرْتُمْ بِالْخَطَأِ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ وَوَهَّنْتُمْ بِالْذُنُوبِ عُرَى الْإِيمَانِ وَهَدَمْتُمُ الطَّاعَةَ بِالْعِصْيَانِ , وَإِنَّمَا تَمُرُّونَ بِمَرَاصِدِ الْآفَاتِ وَتَمْضُونَ عَلَى جُسُورِ الْهَلَكَاتِ وَتَبْنُونَ عَلَى قَنَاطِرِ الزَّلَّاتِ وَتُحَصِّنُونَ بِمَحَاصِنِ الشُّبُهَاتِ فَبِاللهِ تَغْتَرُّونَ وَعَلَيْهِ تَجْتَرِئُونَ وَلِأَنْفُسِكُمْ تَخْدَعُونَ ولِلَّهِ لَا تُرَاقِبُونَ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»
قَالَ: وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: «§أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَكُنْ فِي وَقْتِ أَنْعُمِهِ شَكُورًا , لَا يَغْرُرْكَ حِلْمُهُ وَاذْكُرْ مَصِيرَكَ إِلَى الْقُبُورِ وَاعْمَلْ لِيَوْمِكَ يَا أَخِي قَبْلَ حَشْرَجَةِ الصُّدُورِ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دُحَيْمٍ , ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي , ثنا سَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ , حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ , قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ §إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ حَتَّى يُقَالَ أَحْمَقٌ وَمَا هُوَ بَأَحْمَقَ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْكُتَ حَتَّى يُقَالُ لَهُ حَلِيمٌ وَمَا هُوَ بِحَلِيمٍ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ. ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الصقرِ , ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، , ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ , قَالَ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ بِالسَّاحِلِ فَقُلْتُ -[21]-: أُكَنِّيكَ أَمْ أَدْعُوكَ بِاسْمِكَ فَقَالَ: " إِنْ كَنَّيْتَنِي قَبِلْتُ مِنْكَ وَإِنْ دَعَوْتَنِي بِاسْمِي فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ فَقَالَ لِي: يَا بَقِيَّةُ §كُنْ ذَنَبًا وَلَا تَكُنْ رَأْسًا فَإِنَّ الذَّنَبَ يَنْجُو وَالرَّأْسَ يَهْلِكُ , قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ لَا تَتَزَوَّجُ؟ قَالَ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ غَرَّ امْرَأَتَهُ وَخَدَعَهَا؟ قُلْتُ: مَا يَنْبَغِي هَذَا قَالَ فَأَتَزَوَّجُ امْرَأَةً تَطْلُبُ مَا يَطْلُبُ النِّسَاءُ لَا حَاجَةَ لِي فِي النِّسَاءِ , قَالَ: فَجَعَلْتُ أُثْنِي عَلَيْهِ , قَالَ: فَفَطِنَ , فَقَالَ: لَكَ عِيَالٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: رَوْعَةِ عِيَالِكَ أَفْضَلُ مِمَّا أَنا فِيهِ "
الصفحة 20