كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 8)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ، قَالَ: سَمِعْتُ حَامِدًا , يَقُولُ: سَمِعْتُ حَاتِمًا , يَقُولُ: سَمِعْتُ شَقِيقًا , يَقُولُ: «§مَيِّزْ بَيْنَ مَا تُعْطِي وَتُعْطَى إِنْ كَانَ مَنْ يُعْطِيكَ أَحَبَّ إِلَيْكَ فَأَنْتَ مُحِبٌّ لِلدُّنْيَا. وَإِنْ كَانَ مَنْ تُعْطِيهِ أَحَبُّ إِلَيْكَ فَأَنْتَ مُحِبٌّ لِلْآخِرَةِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَوَّلًا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّاشِيُّ , ثنا أَبُو عَقِيلٍ الرُّصَافِيُّ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ , قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: " §ثَلَاثُ خِصَالٍ هِيَ تَاجُ الزَّاهِدِ: الْأُولَى أَنْ يَمِيلَ عَلَى الْهَوَى وَلَا يَمِيلُ مَعَ الْهَوَى , وَالثَّانِيَةُ يَنْقَطِعُ الزَّاهِدُ إِلَى الزُّهْدِ بِقَلْبِهِ , وَالثَّالِثَةُ أَنْ يَذْكُرَ كُلَّمَا خَلَا بِنَفْسِهِ كَيْفَ مُدْخَلُهُ فِي قَبْرِهِ وَكَيْفَ مَخْرَجُهُ وَيذْكَرُ الْجُوعَ وَالْعَطَشَ وَالْعُرَى وَطُولَ الْقِيَامَةِ , وَالْحِسَابَ وَالصِّرَاطَ وَطُولَ الْحِسَابِ وَالْفَضِيحَةِ الْبَادِيَةِ فَإِذَا ذَكَرَ ذَلِكَ شَغَلَهُ عَنْ ذِكْرِ دَارِ الْغُرُورِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ مِنْ مُحَبِّي الزُّهَّادِ وَمَنْ أَحَبَّهُمْ كَانَ مَعَهُمْ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ , ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا , قَالَ: قَالَ أَبُو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شَقِيقِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ , وَحَاتِمًا الْأَصَمُّ يَقُولَانِ: كَانَ لِشَقِيقٍ وَصِيَّتَانِ §إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يوصِيهِ بِالْعَرَبِيَّةِ: تُوَحِّدُ اللهَ بِقَلْبِكَ وَلِسَانِكَ وَشَفَتُكَ وَأَنْ تَكُونَ بِاللهِ أَوْثَقُ مِمَّا فِي يَدَيْكَ , وَالثَّالِثُ أَنْ تَرْضَى عَنِ اللهِ، وَإِذَا جَاءَهُ أَعْجَمِيٌّ قَالَ: احْفَظْ مِنِّي ثَلَاثَ خِصَالٍ , أَوَّلُ خَصْلَةٍ أَنْ تَحْفَظَ الْحَقَّ وَأَنْ يَكُونَ الْحَقُّ إِلَّا بِالِاجْتِمَاعِ فَإِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ , فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الْحَقَّ يَعْمَلُ ذَلِكَ الْحَقَّ يرِيدُ الثَّوَابَ مَعَ الْإِيَاسِ مِنَ الْخَلْقِ وَلَا يَكُونُ الْبَاطِلُ بَاطِلًا إلَا بِالِاجْتِمَاعِ فَإِذَا اجْتَمَعُوا وَقَالُوا: إِنَّ هَذَا بَاطِلٌ تَرَكْتَ هَذَا الْبَاطِلَ خَوْفًا مِنَ اللهِ تَعَالَى مَعَ الْإِيَاسِ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِذَا كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الشىءَ حَقًّا هُوَ أَمْ بَاطِلًا فَيَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ حَتَّى تَعْلَمَ هَذَا الشىءَ حَقًّا هُوَ أَوْ بَاطِلًا فَإِنَّهُ حَرَامٌ عَلَيْكَ أَنْ تَدْخُلَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَعَكَ بَيَانُ ذَلِكَ الشَّيْءِ وَعَلْمِهِ "
الصفحة 62