كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 8)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى , ثنا سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ , ثنا أَبِي , ثنا حَاتِمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا , يَقُولُ: «§مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ غَرَسَ نَخْلَةٍ وَهُوَ يَخَافُ أَنْ يَحْمِلَ شَوْكًا , وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ رَجُلٍ زَرَعَ شَوْكًا وَهُوَ يَطْمَعُ أَنْ يَحْصُدَ تَمْرًا هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ كُلُّ مَنْ عَمِلَ حَسَنًا فَإِنَّ اللهَ لَا يَجْزِيهِ إِلَّا حَسَنًا وَلَا تُنْزَلُ الْأَبْرَارُ مَنَازِلَ الْفُجَّارِ»
قَالَ شَقِيقٌ: " §وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا كَتَبَ جَمِيعَ الْعِلْمِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خَصْلَتَانِ: حَتَّى يَكُونَ فَعْلُهُ التَّفْكِيرُ وَالْعِبَرُ , وَقَلْبُهُ فَارِغًا لِلتَّفَكُّرِ , وَعَيْنُهُ فَارِغَةٌ لِلْعَبَرِ , كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا كَانَ لَهُ عِبْرَةٌ. الْمُؤْمِنُ مَشْغُولٌ بِخَصْلَتَيْنِ وَالْمُنَافِقُ مَشْغُولٌ بِخَصْلَتَيْنِ , الْمُؤْمِنُ بِالْعَبَرِ وَالتَّفَكُّرِ , وَالْمُنَافِقُ مَشْغُولٌ بِالْحَرْصِ وَالْأَمَلِ "
وَقَالَ شَقِيقٌ: " §أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ مِنْ طَرِيقِ الِاسْتِقَامَةِ: لَا يَتْرُكُ أَمْرَ اللهِ لِشِدَّةٍ تَنْزِلُ بِهِ , وَلَا يَتْرُكُهُ لِشَيْءٍ يَقَعُ فِي يَدِهِ مِنَ الدُّنْيَا فَلَا يَعْمَلُ بِهَوَى أَحَدٍ , وَلَا يَعْمَلُ بِهَوَى نَفْسِهِ لِأَنَّ الْهَوَى مَذْمُومٌ , لَيَعْمَلَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ "
وَقَالَ شَقِيقٌ: " §مَتَى أَغْفَلَ الْعَبْدُ قَلْبَهُ عَنِ اللهِ وَالتَّفَكُّرِ فِي صُنْعِهِ وَمِنَّتِهِ عَلَيْهِ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ عَاصِيًا لِأَنَّ الْعَبْدَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ قَلْبُهُ أَبَدًا مَعَ اللهِ , يَقُولُ: يَا رَبِّ أَعْطِنِي الْإِيمَانَ وَعَافِنِي مِنَ الْبَلَاءِ وَاسْتُرْ لِي مِنْ عُيوبِي وَارْزُقْنِي وَاجْعَلْ نِعَمَكَ مُتَوَالِيَةً عَلَيَّ فَهُوَ أَبَدًا مُتَفَكِّرٌ فِي نَعَمِ اللهِ عَلَيْهِ , فَالتَّفَكُّرُ فِي مِنَّةِ اللهِ شُكْرٌ , وَالْغَفْلَةُ عَنْهُ سَهْوٌ "
قَالَ شَقِيقٌ: «§وَلَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ يَجْمَعُ بِحَرْصٍ وَيَحْسِبُهُ بِشَكٍّ وَيَخْلُفُهُ عَلَى الْأَعْدَاءِ , وَيُنْفِقُهُ فِي الرِّيَاءِ , فَيؤْخَذُ فِي الْحِسَابِ وَيُعَاقَبُ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَعْفُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ , يَقُولُ: سَمِعْتُ حَامِدًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَاتِمًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَقِيقًا، يَقُولُ: «§مَنْ دَارَ حَوْلَ الْعُلُوِّ فَإِنَّمَا يَدُورُ حَوْلَ النَّارِ، وَمَنْ دَارَ حَوْلَ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّمَا يَدُورُ حَوْلَ دَرَجَاتِهِ فِي الْجَنَّةِ لِيَأْكُلَهَا وَيُنْقِصَهَا فِي الدُّنْيَا»
وَقَالَ شَقِيقٌ: «§لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الضَّيْفِ لِأَنَّ رِزْقَهُ وَمُؤْنَتَهُ عَلَى اللهِ وَأَجْرَهُ عَلَى اللهِ»
وَقَالَ: «§اتَّقِ الْأَغْنِيَاءَ فَإِنَّكَ مَتَى مَا عَقَدْتَ قَلْبَكَ مَعَهُمْ , وَطَمِعْتَ فِيهِمْ فَقَدِ اتَّخَذْتَهُمْ رَبًا مِنْ دُونِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» -[72]- أَسْنَدَ شَقِيقٌ عَنْ جَمَاعَةٍ فِيمَّا يُعْرَفُ بِمَفَارِيدِهِ
الصفحة 71