كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 8)

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ , ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ الرَّازِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ حَاتِمًا الْأَصَمَّ يَقُولُ: " §مَنْ أَصْبَحَ وَهُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ فَهُوَ يَتَقَلَّبُ فِي رِضَا اللهِ: أَوْلُهَا الثِّقَةُ بِاللهِ ثُمَّ التَّوَكُّلُ ثُمَّ الْإِخْلَاصُ ثُمَّ الْمَعْرِفَةُ وَالْأَشْيَاءُ كُلُّهَا تَتِمُّ بِالْمَعْرَفَةِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى , قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَامِدًا اللَفَّافِ , يَقُولُ: سَمِعْتُ حَاتِمًا الْأَصَمَّ , يَقُولُ: §تَعَاهَدْ نَفْسَكَ فِي ثَلَاثِ مَوَاضِعَ، إِذَا عَمِلْتَ فَاذْكُرْ نَظَرَ اللهِ تَعَالَى عَلَيْكَ، وَإِذَا تَكَلَّمَتَ فَانْظُرْ سَمَعَ اللهِ مِنْكَ، وَإِذَا سَكَتَّ فَانْظُرْ عِلْمَ اللهِ فِيكَ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ , يَقُولُ: سَمِعْتُ حَامِدًا , يَقُولُ: سَمِعْتُ حَاتِمًا , يَقُولُ: " §مَنِ ادَّعَى ثَلَاثًا بِغَيْرِ ثَلَاثٍ فَهُوَ كَذَّابٌ: مَنِ ادَّعَى حُبَّ اللهِ بِغَيْرِ وَرَعٍ عَنْ مَحَارِمِهِ فَهُوَ كَذَّابٌ، وَمَنِ ادَّعَى حُبَّ الْجَنَّةِ مِنْ غَيْرِ إِنْفَاقِ مَالِهِ فَهُوَ كَذَّابٌ، وَمَنِ ادَّعَى حُبَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ حُبِّ الْفُقَرَاءِ فَهُوَ كَذَّابٌ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ , ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا أَبُو تُرَابٍ الزَّاهِدُ , قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى حَاتِمٍ الْأَصَمِّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيُّ شَيْءٍ رَأْسُ الزُّهْدِ وَوَسَطُ الزُّهْدِ وَآخِرُ الزُّهْدِ فَقَالَ: «§رَأْسُ الزُّهْدِ الثِّقَةُ بِاللهِ وَوَسَطَهُ الصَّبْرُ وَآخِرَهُ الْإِخْلَاصُ»
قَالَ حَاتِمٌ: " وَأَنَا §أَدْعُو النَّاسَ إِلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: إِلَى الْمَعْرِفَةِ وَإِلَى الثِّقَةِ وَإِلَى التَّوَكُّلِ فَأَمَّا مَعْرِفَةُ الْقَضَاءِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْقَضَاءَ عَدْلٌ مِنْهُ فَإِذَا عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ عَدْلٌ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَشْكُوَ إِلَى النَّاسِ أَوْ تَهْتَمَ أَوْ تَسْخَطَ وَلَكِنَّهُ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَرْضَى وَتَصْبِرَ. وَأَمَّا الثِّقَةُ فَالْإِيَاسُ مِنَ المَخْلُوقِينَ , وَعَلَامَةُ الْإِيَاسِ أَنْ تَرْفَعَ الْقَضَاءَ مِنَ المَخْلُوقِينَ فَإِذَا رَفَعْتَ الْقَضَاءِ مِنْهُمُ اسْتَرَحْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَرَاحُوا مِنْكَ -[76]- وَإِذَا لَمْ تَرْفَعِ الْقَضَاءَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ لَابدَّ لَكَ أَنْ تَتَزَيَّنَ لَهُمْ وَتَتَصَنَّعُ لَهُمْ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ وَقَعَتْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ وَقَدْ وَقَعُوا فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ وَتَصْنُعٍ , فَإِذَا وَضَعْتَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ فَقَدْ رَحِمْتَهُمْ وَأَيَسْتَ مِنْهُمْ وَأَمَّا التَّوَكُّلُ فَطَمَأْنِينَةُ الْقَلْبِ بِمَوْعُودِ اللهِ تَعَالَى فَإِذَا كُنْتَ مُطْمَئِنًا بِالْمَوْعُودِ اسْتَغْنَيْتَ غِنًى لَا تَفْتَقِرُ أَبَدًا "

الصفحة 75