كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 8)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْخَوَّاصُ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ , يَقُولُ: " §مَا مِنْ لَيْلَةٍ اخْتَلَطَ ظَلَامُهَا , وَأَرْخَى اللَّيْلُ سِرْبَالَ سِتْرَهُ إِلَّا نَادَى الْجَلِيلُ مِنْ بُطْنَانِ عَرْشِهِ: أَنَا الْجَوَادُ وَمَنْ مِثْلِي أَجْوَدُ عَلَى الْخَلَائِقِ , وَالْخَلَائِقُ لِي عَاصُونَ وَأَنَا أَرْزُقُهُمْ، وَأَكْلَؤُهُمْ فِي مَضَاجِعِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْصُونِي وَأَتَوَلَّى حِفْظَهُمْ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْصُونِي أَنَا الْجَوَادُ، وَمَنْ مَثَلِي أَجْوَدُ عَلَى الْعَاصِينَ لِكَيْ يَتُوبُوا فَأَغْفِرُ لَهُمْ فَيَا بُؤْسَ الْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي , وَيَا شِقْوَةَ مَنْ عَصَانِي وَتَعَدَّى حُدُودِي , أَيْنَ التَّائِبُونَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ , ثنا سَلَمَةُ بْنُ غِفَارٍ , قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى فُضَيْلٍ , فَقَالَ لَهُ فُضَيْلُ: " §أَمُدَبِّرًا غَيْرَ اللهِ تُرِيدُ قَالَ: فَكَانَ رُبَّمَا نَظَرَ الْفُضَيْلُ فِي وُجُوهِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ يَعْنِي أَهْلَهُ وَعِيَالَهُ , فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى وُجُوهٍ مَوْتَى , وَقَالَ لَهُمُ: الَّذِي تُرِيدُونَ أَنْ تَصْنَعُوهَ إِذَا مِتُّ فَاصْنَعُوهُ الْآنَ "
قَالَ: وَقَدِمَ عَلَيْهِ ابْنِ أَخِيهِ فَاتَّخَذَ لَهُ خَبِيصًا , فَقَالَ لِعَمِّهِ: يَا عَمُّ كُلْ مَعِي , قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي «§إِنَّ الثَّكْلَى لَا تَجِدُ طَعَمَ مَا تَأْكُلُ»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ , قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ الْوَلِيدِ , يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى فُضَيْلٍ يَشْكُو إِلَيْهِ الْحَاجَةَ , فَقَالَ لَهُ: «§أَمُدَبِّرًا غَيْرَ اللهِ تُرِيدُ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , ثنا الْفَيْضُ بْنُ -[94]- إِسْحَاقَ , قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ , يَقُولُ: «§لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعُدَ الْبَلَاءَ نِعْمَةً وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةً , وَحَتَّى لَا يُبَالِي مِنْ أَكَلِ الدُّنْيَا وَحَتَّى لَا يُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى عِبَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»
الصفحة 93