كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 8)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ , ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ , قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى §يَقْسِمُ الْمَحَبَّةَ كَمَا يَقْسِمُ الرِّزْقَ وَكُلُّ ذَا مِنَ اللهِ تَعَالَى , وَإِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ , مَنْ عَامَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِالصِّدْقِ أَوْرَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحِكْمَةَ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ , ثنا أَبُو يَعْلَى , ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ , يَقُولُ: «§إِنَّمَا أُتِيَ النَّاسُ مِنْ خَصْلَتَيْنِ حُبِّ الدُّنْيَا وَطُولِ الْأَمَلِ»
قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «§مَا أَطَالَ عَبْدٌ الْأَمَلَ إِلَّا أَسَاءَ الْعَمَلُ»
قَالَ: وَسَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: «§اجْعَلُوا دِينَكُمْ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الْجَوْزِ , إِنَّ أَحَدَكُمْ يَشْتَرِي الْجَوْزَ فَيُحَرِّكُهُ فَمَا كَانَ مِنْ جَيِّدٍ جَعَلَهُ فِي كُمِّهِ , وَمَا كَانَ مِنْ رَدِيءٍ رَدَّهُ وَكَذَلِكَ الْحِكْمَةُ مَنْ تَكَلَّمَ بِحِكْمَةٍ قُبِلَ مِنْهُ وَمَنْ تَكَلَّمَ بِسِوَى ذَلِكَ فَدَعْهُ»
وَقَالَ الْفُضَيْلُ: «§أَمَرَنَا أَنْ لَا نَأْخُذَ الشَّيْءَ إِلَّا فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ , فَإِذَا كَانَ ذَاكَ لِمَ تَجْعَلُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الْأَنَفَةَ»
قَالَ: وَسَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: «§اسْلُكِ الْحَيَاةَ الطَّيِّبَةَ الْإِسْلَامَ وَالسُّنَّةَ»
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ , فِي كِتَابِهِ. ح وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ , ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: «§مَا بَكَتْ عَيْنُ عَبْدِ قَطُّ حَتَّى يَضَعَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ وَلَا بَكَتْ عَيْنُ عَبْدِ قَطُّ إِلَّا فَضْلٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ»
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ الزُّبَيْرِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْجَرَّاحِ , ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخَذَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ بِيَدِي , فَقَالَ: " يَا حُسَيْنُ §يَنْزِلُ اللهُ تَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ الرَّبُّ: مَنِ ادَّعَى مَحَبَّتِي إِذَا جَنَّهُ -[100]- اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي؟ أَلَيْسَ كُلُّ حَبِيبٍ يُحِبُّ خَلْوَةَ حَبِيبَهُ؟ هَا أَنَذَا مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ مَثَّلْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ فَخَاطَبُونِي عَلَى الْمُشَاهَدَةِ وَكَلَّمُونِي عَلَى حُضُورِي غَدًا , أُقِرُّ أَعْيُنَ أَحِبَّائِي فِي جَنَّاتِي "

الصفحة 99