[تعليق مصطفى البغا]
٦٠٥٣ (٥/٢٣٥٨) -[ ش (كأنك غريب) بعيد عن موطنه لا يتخذ الدار التي هو فيها موطنا ولا يحدث نفسه بالبقاء قال العيني هذه كلمة جامعة لأنواع النصائح إذ الغريب لقلة معرفته بالناس قليل الحسد والعداوة والحقد والنفاق والنزاع وسائر الرذائل منشؤها الاختلاط بالخلائق ولقلة إقامته قليل الدار والبستان والمزرعة والأهل والعيال وسائر العلائق التي هي منشأ الاشتغال عن الخالق. (عابر سبيل) مار بطريق وتعلقاته أقل من تعلقات الغريب
(خذ من صحتك لمرضك) اشتغل حال الصحة بالطاعات بقدر يسد الخلل والنقص الحاصل بسبب المرض الذي قد يقعد عنها. (من حياتك لموتك) اغتنم أيام حياتك بالأعمال التي تنفعك عند الله تعالى بعد موتك]
بَابُ فِي الأَمَلِ وَطُولِهِ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ، وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ، وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغُرُورِ} [آل عمران: ١٨٥] وَقَوْلِهِ: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا، وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: ٣] وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ اليَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ» {بِمُزَحْزِحِهِ} [البقرة: ٩٦]: «بِمُبَاعِدِهِ»
---------------
[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (زحزح) أبعد ونحي. (فاز) نجا وربح. (متاع الغرور) متعة يتمتع بها لأمد قليل وهي أي - الدنيا - تخدع من تعلق بها واستكان إليها. (ذرهم) اتركهم ودعهم. (يتمتعوا) بملذات الدنيا. (يلههم الأمل) يشغلهم عن عمل الآخرة والتوبة إلى الله عز وجل ما يأملونه من البقاء في الدنيا وما ترغبه نفوسهم من طول عمر وزيادة غنى ونحو ذلك. (مدبرة) بما فيها من ملذات
(مقبلة) بما فيها من أهوال وحشر وحساب ونعيم خالد أو جحيم مقيم
(بنون) متعلقون بها تعلق الأبناء بالآباء راغبون فيها ومقبلون عليها لا يلتفتون إلى غيرها. (اليوم) في الدنيا. (غدا) في الآخرة]
٦٤١٧ - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الوَسَطِ، وَقَالَ: " هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ: قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الخُطَطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا "
---------------
[تعليق مصطفى البغا]
٦٠٥٤ (٥/٢٣٥٩) -[ ش (مربعا) شكلا ذا أضلاع أربع متساوي الزوايا. (خارجا منه) ممتدا إلى خارجه. (الأعراض) الآفات التي تعرض له من مرض وشغل وآخرها الموت. (أخطأه) لم يصبه. (نهشه) أصابه والنهش أخذ الشيء بمقدم الأسنان]
٦٤١٨ - حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطُوطًا، فَقَالَ: «هَذَا الأَمَلُ وَهَذَا أَجَلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الخَطُّ الأَقْرَبُ»
---------------
[تعليق مصطفى البغا]
٦٠٥٥ (٥/٢٣٥٩) -[ ش (كذلك) في هذه الآفات التي تعرض له. (الأقرب) وهو الأجل]
بَابُ مَنْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي العُمُرِ
لِقَوْلِهِ: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: ٣٧]: «يَعْنِي الشَّيْبَ»
---------------
[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (أعذر إليه) أزال عذره ولم تبق له حجة في التقصير. (نعمركم) أعطيناكم من البقاء في الدنيا. (ما يتذكر فيه. .) ما هو كاف في التذكير لمن لديه استعداد لذلك. (النذير) ما ينذر بدنو الأجل ولذا فسر بالشيب. أو من يحذر من عقاب الآخرة وهم الرسل وما أنزل عليهم من كتب]
٦٤١٩ - حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الغِفَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً» تَابَعَهُ أَبُو حَازِمٍ، وَابْنُ عَجْلَانَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ
---------------
[تعليق مصطفى البغا]
٦٠٥٧ (٥/٢٣٦٠) -[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب كراهة الحرص على الدنيا رقم ١٠٤٦
(شابا) قويا لاستحكام المحبة لما ذكر في قلبه. (الأمل) طول العمر]