كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " §لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِصَفِيَّةَ بَاتَ أَبُو أَيُّوبَ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ كَبَّرَ وَمَعَ أَبِي أَيُّوبَ السَّيْفُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَتْ جَارِيَةً حَدِيثَةَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ وَكُنْتُ قَتَلْتُ أَبَاهَا وَأَخَاهَا وَزَوْجَهَا فَلَمْ آمَنُهَا عَلَيْكَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ لَهُ خَيْرًا ".
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ صَفِيَّةُ أَنْزَلَهَا فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ فَسَمِعَ بِهَا نِسَاءُ الْأَنْصَارِ وَبِجَمَالِهَا فَجِئْنَ يَنْظُرْنَ إِلَيْهَا وَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَنَقِّبَةً حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَعَرَفَهَا فَلَمَّا خَرَجَتْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى أَثَرِهَا، فَقَالَ: «§كَيْفَ رَأَيْتِهَا يَا عَائِشَةُ» ، قَالَتْ: رَأَيْتُ يَهُودِيَّةً، قَالَ: «لَا تَقُولِي هَذَا يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهَا قَدْ أَسْلَمَتْ فَحَسُنَ إِسْلَامُهَا» .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ ثُبَيْتَةَ بِنْتِ حَنْظَلَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سِنَانٍ الْأَسْلَمِيَّةِ قَالَتْ: " §لَمَّا نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ لَمْ نَدْخُلْ مَنَازِلَنَا حَتَّى دَخَلْنَا مَعَ صَفِيَّةَ مَنْزِلَهَا وَسَمِعَ بِهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَدَخَلْنَ عَلَيْهَا مُتَنَكِّرَاتٍ فَرَأَيْتُ أَرْبَعًا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُتَنَقِّبَاتٍ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَحَفْصَةَ وَعَائِشَةَ وَجُوَيْرِيَةَ فَأَسْمَعُ زَيْنَبَ تَقُولُ لِجُوَيْرِيَةَ: يَا بِنْتَ الْحَارِثِ مَا أَرَى هَذِهِ الْجَارِيَةَ إِلَّا سَتَغْلِبُنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ جُوَيْرِيَةُ: كَلَّا إِنَّهَا مِنْ نِسَاءٍ قَلَّمَا يُحْظَيْنَ عِنْدَ الْأَزْوَاجِ ".
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ -[127]-، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ فَاعْتَلَّ بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ وَفِي إِبِلِ زَيْنَبَ فَضْلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنَّ بَعِيرًا لِصَفِيَّةَ اعْتَلَّ فَلَوْ أَعْطَيْتِهَا بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكِ» ، فَقَالَتْ: أَنَا أُعْطِي تِلْكَ الْيَهُودِيَّةَ فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ ذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً لَا يَأْتِيهَا، قَالَتْ: حَتَّى يَئِسْتُ مِنْهُ وَحَوَّلْتُ سَرِيرِي، فَقَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا مُنْتَصَفَ النَّهَارِ إِذَا أَنَا بِظِلِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقْبِلًا.
الصفحة 126