كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْمُعَاوِيِّ قَالَ: لَمَّا سُبِيَتْ قُرَيْظَةُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِرَيْحَانَةَ إِلَى بَيْتِ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ أُمِّ الْمُنْذِرِ فَكَانَتْ عِنْدَهَا حَتَّى حَاضَتْ حَيْضَةً ثُمَّ طَهُرَتْ مِنْ حَيْضَتِهَا فَجَاءَتْ أُمُّ الْمُنْذِرِ فَأَخْبَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَجَاءَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي بَيْتِ أُمِّ الْمُنْذِرِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُعْتِقَكِ وَأَتَزَوَّجَكِ فَعَلْتُ وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ تَكُونِي فِي مِلْكِي» ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكُونُ فِي مِلْكِكَ أَخَفُّ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ فَكَانَتْ فِي مِلْكِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَطَؤُهَا حَتَّى مَاتَتْ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ: " لَمَّا سَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَيْحَانَةَ عَرَضَ عَلَيْهَا الْإِسْلَامَ فَأَبَتْ وَقَالَتْ: أَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§إِنْ أَسْلَمْتِ اخْتَارَكِ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ» . فَأَبَتْ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ سَمِعَ خَفْقَ نَعْلَيْنِ، فَقَالَ: «هَذَا ابْنُ سَعْيَةَ يُبَشِّرُنِي بِإِسْلَامِ رَيْحَانَةَ» فَجَاءَهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا قَدْ أَسْلَمَتْ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَطَؤُهَا بِالْمِلْكِ حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْهَا.

الصفحة 131