كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)
§ذِكْرُ مَنْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النِّسَاءِ فَلَمْ يَجْمَعْهُنَّ وَمَنْ فَارَقَ مِنْهُنَّ وَسَبَبُ مُفَارَقَتِهِ إِيَّاهُنَّ
§الْكِلَابِيَّةُ وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا بِاسْمِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيُّ وَقَالَ قَائِلٌ: عَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُوَاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَقَالَ قَائِلٌ: الْعَالِيَةُ بِنْتُ ظَبْيَانَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، وَقَالَ قَائِلٌ: هِيَ سَبَّا بِنْتَ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، وَقَدْ كَتَبْنَا كُلَّ مَا سَمِعْنَا مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ تَكُنْ إِلَّا كِلَابِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَاخْتَلَفُوا فِي اسْمِهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ كُنَّ جَمِيعًا وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ قِصَّةٌ غَيْرُ قِصَّةِ صَاحِبَتِهَا وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ وَكَتَبْنَا كُلَّ مَا سَمِعْنَاهُ مِنْ ذَلِكَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَطَلَّقَهَا فَكَانَتْ تَلْقَطُ الْبَعْرَ وَتَقُولُ أَنَا الشَّقِيَّةُ وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتِّينَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ الْكِلَابِيَّةَ فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ فَدَنَا مِنْهَا، قَالَتْ: إِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ الْحَقِي بِأَهْلِكِ» -[142]- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ قَدْ دُلِهَتْ وَذَهَبَ عَقْلُهَا، وَتَقُولُ إِذَا اسْتَأْذَنَتْ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ: أَنَا الشَّقِيَّةُ وَتَقُولُ إِنَّمَا خُدِعْتُ
الصفحة 141