كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)

عليه وسلم فَأَكَلَ بَعْضَهَا فَأَدْرَكَتْ فَمَاتَتْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، أَنَّ لَيْلَى بِنْتَ الْخَطِيمِ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَوَهَبْنَ نِسَاءٌ أَنْفُسَهُنَّ فَلَمْ يُسْمَعْ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَبِلَ مِنْهُنَّ أَحَدًا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَتْ لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَبِلَهَا وَكَانَتْ تَرْكَبُ بُعُولَتَهَا رُكُوبًا مُنْكَرًا وَكَانَتْ سَيِّئَةَ الْخُلُقِ فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَأَجْعَلَنَّ مُحَمَّدًا لَا يَتَزَوَّجُ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُ وَلَأَهَبَنَّ نَفْسِي لَهُ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَمَا رَاعَهُ إِلَّا بِهَا وَاضِعَةً يَدَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا أَكَلَهُ الْأَسَدُ؟» فَقَالَتْ: أَنَا لَيْلَى بِنْتُ سَيِّدِ قَوْمِهَا، قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ، قَالَ: «§قَدْ قَبِلْتُكِ، ارْجِعِي حَتَّى يَأْتِيَكِ أَمْرِي» فَأَتَتْ قَوْمَهَا فَقَالُوا: أَنْتِ امْرَأَةٌ لَيْسَ لَكِ صَبْرٌ عَلَى الضَّرَائِرِ، وَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْكِحَ مَا شَاءَ، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ لَكَ النِّسَاءَ وَأَنَا امْرَأَةٌ طَوِيلَةُ اللِّسَانِ وَلَا صَبْرَ لِي عَلَى الضَّرَائِرِ وَاسْتَقَالَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «قَدْ أَقَلْتُكِ»
§أُمُّ هَانِئِ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ وَكَانَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ يَقُولُ: اسْمُهَا هِنْدٌ وَفَاخِتَةُ عِنْدَنَا أَكْثَرُ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي طَالِبٍ ابْنَتَهُ -[152]- أُمَّ هَانِئٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَخَطَبَهَا هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ فَتَزَوَّجَهَا هُبَيْرَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: يَا عَمُّ زَوَّجْتَ هُبَيْرَةَ وَتَرَكْتَنِي، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّا قَدْ صَاهَرْنَا إِلَيْهِمْ وَالْكَرِيمُ يُكَافِئُ الْكَرِيمَ ثُمَّ أَسْلَمَتْ فَفَرَّقَ الْإِسْلَامُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ هُبَيْرَةَ فَخَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأُحِبُّكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَيْفَ فِي الْإِسْلَامِ وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ وَأَكْرَهُ أَنْ يُؤْذُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْمَطَايَا نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ»

الصفحة 151