كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ هَانِئٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَمْعِي وَبَصَرِي وَحَقُّ الزَّوْجِ عَظِيمٌ فَأَخْشَى إِنْ أَقْبَلْتُ عَلَى زَوْجِي أَنْ أُضَيِّعَ بَعْضَ شَأْنِي وَوَلَدِي وَإِنْ أَقْبَلْتُ عَلَى وَلَدِي أَنْ أُضَيِّعَ حَقَّ الزَّوْجِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ»
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى أُمِّ هَانِئٍ فَخَطَبَهَا إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَتْ: كَيْفَ بِهَذَا ضَجِيعًا وَهَذَا رَضِيعًا؟ لِوَلَدَيْنِ بَيْنَ يَدَيْهَا فَاسْتَسْقَى فَأُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا فَشَرِبَتْ سُؤْرَهُ فَقَالَتْ: لَقَدْ شَرِبْتُ وَأَنَا صَائِمَةٌ، قَالَ: «فَمَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ؟» قَالَتْ: مِنْ أَجْلِ سُؤْرِكَ لَمْ أَكُنْ لِأَدَعُهُ لِشَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَدَرْتُ عَلَيْهِ شَرِبْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ وَلَوْ أَنَّ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ رَكِبَتِ الْإِبِلَ مَا فَضَّلْتُ عَلَيْهَا أَحَدًا»

الصفحة 152