كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)
§ذِكْرُ مَا كَانَ قَبْلَ الْحِجَابِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَهُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: " §كَانَ نِسَاءُ نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ لِحَاجَتِهِنَّ وَكَانَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَتَعَرَّضُونَ لَهُنَّ فَيُؤْذَيْنَ فَشَكَوْا ذَلِكَ فَقِيلَ ذَلِكَ لِلْمُنَافِقِينَ فَقَالُوا: إِنَّمَا نَفْعَلُهُ بِالْإِمَاءِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59] "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: {§يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59] ، قَالَ: «إِمَاءٌ كُنَّ بِالْمَدِينَةِ يَتَعَرَّضُ لَهُنَّ السُّفَهَاءُ فَيُؤْذَيْنَ، فَكَانَتِ الْحُرَّةُ تَخْرُجُ فَتُحْسَبُ أَنَّهَا أَمَةٌ فَتُؤْذَى فَأَمَرَهُنَّ اللَّهُ أَنْ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: " §كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَتَعَرَّضُ لِنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُؤْذِيهِنَّ , فَإِذَا -[177]- قِيلَ لَهُ قَالَ: كُنْتُ أَحْسَبُهَا أَمَةً. فَأَمَرَهُنَّ اللَّهُ أَنْ يُخَالِفْنَ زِيَّ الْإِمَاءِ وَيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ , تُخَمِّرُ وَجْهَهَا إِلَّا إِحْدَى عَيْنَيْهَا، يَقُولُ: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59] , يَقُولُ: ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ يُعْرَفْنَ "
الصفحة 176