كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، ابْنَا أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ لَحْمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «§أَهْدِي لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ» قَالَتْ: فَأَهْدَيْتُ لَهَا فَرَدَّتْهُ، فَقَالَ: «أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ إِلَّا زِدْتِهَا» ، قَالَتْ: فَزِدْتُهَا حَتَّى زِدْتَهَا ثَلَاثًا فَقُلْتُ لَقَدْ أَقْمَأَتْكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لَأَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي لَا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ إِلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ» ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ شَهْرَنَا هَكَذَا» , بِيَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ صَنَعَ فِي الثَّالِثَةِ مِثْلَهُ وَقَبَضَ إِحْدَى أَصَابِعَهُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ذَبْحًا فَأَمَرَنِي فَقَسَمْتُهُ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِنَصِيبِهَا فَرَدَّتْهُ، فَقَالَ: «§زِيدُوهَا ثَلَاثًا» , كُلَّ ذَلِكَ تَرُدُّهُ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَقْمَأَتْ وَجْهَكَ حِينَ تَرُدُّ عَلَيْكَ الْهَدِيَّةَ، فَقَالَ: «أَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي وَاللَّهِ لَا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا» . فَاعْتَزَلَ فِي مَشْرُبَةٍ وَكَانَ عُمَرُ مُؤَاخِيًا أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ وَلَا يَسْمَعُ عُمَرُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ , فَلَقِيَهُ عُمَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ مِنْ خَبَرٍ، فَقَالَ أَوْسٌ: نَعَمْ عَظِيمٌ، قَالَ عُمَرُ: لَعَلَّ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شِمْرٍ سَارَ إِلَيْنَا فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ أَنْعَلَ الْخَيْلَ، قَالَ أَوْسٌ: أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ عُمَرُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: مَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا طَلَّقَ نِسَاءَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَ حَفْصَةَ قَدْ كُنْتُ أَنْهَاهَا أَنْ تُرَاجِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَقَالَ: لَعَلَّكِ تُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ , إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ مِثْلُ حَظْوَةِ عَائِشَةَ وَحُسْنُ زَيْنَبَ , ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَصَّ مِثْلَ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ ابْنِ مَنَّاحٍ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَشْرُبَةٍ شَهْرًا حِينَ أَفْشَتْ حَفْصَةُ -[191]- إِلَى عَائِشَةَ الَّذِي أَسَرَّ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ قَالَ: «§مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا مَوْجِدَةً عَلَيْهِنَّ» فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَقَالَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ» ، قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ
الصفحة 190