كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)

أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ فِي عَلِيٍّ عَلَى فَاطِمَةَ شِدَّةٌ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَأَشْكُوَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَانْطَلَقَتْ وَانْطَلَقَ عَلِيٌّ بِأَثَرِهَا فَقَامَ حَيْثُ يَسْمَعُ كَلَامَهُمَا فَشَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ غِلَظَ عَلِيٍّ وَشِدَّتَهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةُ §اسْمَعِي وَاسْتَمِعِي وَاعْقِلِي إِنَّهُ لَا إِمْرَةَ بِامْرَأَةٍ لَا تَأْتِي هَوَى زَوْجِهَا وَهُوَ سَاكِتٌ» قَالَ عَلِيٌّ: فَكَفَفْتُ عَمَّا كُنْتُ أَصْنَعُ وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا آتِي شَيْئًا تَكْرَهِينَهُ أَبَدًا
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ كَلَامٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَلْقَى لَهُ مِثَالًا فَاضْطَجَعَ عَلَيْهِ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَاضْطَجَعَتْ مِنْ جَانِبٍ، وَجَاءَ عَلِيٌّ فَاضْطَجَعَ مِنْ جَانِبٍ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِ عَلِيٍّ فَوَضَعَهَا عَلَى سُرَّتِهِ وَأَخَذَ بِيَدِ فَاطِمَةَ فَوَضَعَهَا عَلَى سُرَّتِهِ وَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَصْلَحَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ خَرَجَ قَالَ فَقِيلَ لَهُ دَخَلْتَ وَأَنْتَ عَلَى حَالٍ وَخَرَجْتَ وَنَحْنُ نَرَى الْبِشَرَ فِي وَجْهِكَ فَقَالَ: «§وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أَصْلَحْتُ بَيْنَ أَحَبِّ اثْنَيْنِ إِلَيَّ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: " دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَفَاطِمَةَ وَهِيَ تَقُولُ: أَنَا أَسَنُّ مِنْكَ , فَقَالَ الْعَبَّاسُ: §أَمَّا أَنْتِ يَا فَاطِمَةُ فَوُلِدْتِ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْكَعْبَةَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ابْنُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَوُلِدْتَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَنَوَاتٍ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَزَيْنَبَ بَنِي عَلِيٍّ
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ جَالِسَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: «§مَرْحَبًا يَا بُنَيَّتِي» فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ يَسَارِهِ فَأَسَرَّ إِلَيْهَا شَيْئًا -[27]- فَبَكَتْ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا شَيْئًا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ ضَحِكًا أَقْرَبَ مِنْ بُكَاءٍ اسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ بِحَدِيثٍ ثُمَّ تَبْكِينَ قُلْتُ أَيُّ شَيْءٍ أَسَرَّ إِلَيْكِ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِي سِرَّهُ، قَالَتْ: فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَأْتِينِي كُلَّ عَامٍ فَيُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ مَرَّةً وَإِنَّهُ أَتَانِي الْعَامَ فَعَارَضَنِي مَرَّتَيْنِ وَلَا أَظُنُّ أَجْلِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ» ، وَقَالَ: «أَنْتِ أَسْرَعُ أَهْلِي بِي لُحُوقًا» ، قَالَتْ: فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ؟» قَالَتْ: فَضَحِكْتُ

الصفحة 26