كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)

سُوِّيَ التُّرَابُ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ رُقْيَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " §الْحَقِي بِسَلَفِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَبَكَتِ النِّسَاءُ عَلَى رُقَيَّةَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «دَعْهُنَّ يَا عُمَرُ يَبْكِينَ» ثُمَّ قَالَ: «ابْكِينَ وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ مِنَ الْقَلْبِ وَالْعَيْنِ فَمِنَ اللَّهِ وَالرَّحْمَةِ وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ» فَقَعَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَجَعَلَتْ تَبْكِي فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْسَحُ الدَّمْعَ عَنْ عَيْنِهَا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: الثَّبْتُ عِنْدَنَا مِنْ جَمِيعِ الرِّوَايَةِ أَنَّ رُقَيَّةَ تُوُفِّيَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ بِبَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ دَفْنَهَا وَلَعَلَّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي غَيْرِهَا مِنْ بَنَاتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم اللَّاتِي شَهِدَ دَفْنَهُنَّ فَإِنْ كَانَ فِي رُقَيَّةَ وَكَانَ ثَبْتًا فَلَعَلَّهُ أَتَى قَبْرَهَا بَعْدَ قُدُومِهِ الْمَدِينَةَ وَبُكَاءُ النِّسَاءِ عَلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ
§أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ تَزَوَّجَهَا عُتَيْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] قَالَ لَهُ أَبُوهُ أَبُو لَهَبٍ: رَأْسِي مِنْ رَأْسِكَ حَرَامٌ إِنْ لَمْ تُطَلِّقِ ابْنَتَهُ فَفَارَقَهَا وَلَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا فَلَمْ تَزَلْ بِمَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَأَسْلَمَتْ حِينَ أَسْلَمَتْ أُمُّهَا وَبَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ مَعَ أَخَوَاتِهَا حِينَ بَايَعَهُ النِّسَاءُ وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ حِينَ هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ

الصفحة 37